نفخني صوتكِ.. سأطير

ثقافة 2020/12/08
...

أحمد رافع
             I
ماذا تُسمين الاحتراق؟
نهرا مغلوبا على أمرهِ لأن قلبَ السمكةِ لا يبكي
لا تحرسي النجوم
لإنَّ الليلَ في جيبكِ ورقٌ
لا تضببِ بسمةً عرجاء بأجنحةِ الخفافيش
سأنطلقُ من دونِ باخرةٍ، الموجُ يعرفني
شراعي طويل ويداي رياح
وقلبُ السكرانِ لا يهدأ تحت ارتعاشِ الساحل
كم ضوءاً انطفأَ بخصركِ
التفافهُ يقضمُ دهاليز ناحت قربها الأيائل
كم حقلاً تفحمَ في أظافركِ
يخنقُ رئةَ الليـل
لِمَ كل هذا الالتفاف؟
خصركِ يطحن مقلتي! 
“يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا”
 
                  II
ماذا تسمينَ البريـد؟
فمُ السماءِ المشـقــوقِ في صلواتِ الديك
نادلاتُ الحانةِ
فوق شفاهِ المزمار الكسـول
جيوبُ السكارى وهي تخرُ ليالي الصقيع
أينعت فوق اصطبارِ خدي وردةً
فقتلتها
دمعةً سائحةً لا تحمل لوعة الحدود
شوكةً غاربةً
تبصقُ على وجهِ البئر
لأعودُ منطفئا
أحفر وجهي لعل ريحَ البستانِ تهبُ
خلفي تنوحُ القواقـــعُ وكفُ الساحلِ زجاجٌ
 
                  III
ماذا تسمين الليـل؟
غزالٌ يفرشُ الأنيابَ على العشب
هواءٌ مغتربٌ يعصرُ الشراشفَ كي يتبلل
نفخني صوتكِ سأطيـــــر
ثديكِ بألفِ آلهةٍ منتصبٍ، آه يا لهاثِ الجنوب
الليـلُ في تسابيحكِ يذوب
صرتُ بلا سريرٍ
وإن تهت بناياتكِ أستقيــــم
صرتُ بلا عذقٍ
وإن شطرَ الفلاحُ النخيلَ أنا الأزرار
صرتُ بلا مقبرةٍ
وإن مت بتوابيتك السائلة أعيش
فقاعــةٌ يدسها قوسُ قزحٍ
سأدعو طائرتي الورقية أن تتمايلَ بزقزقةِ الراحلين!