أعمال دراميَّة ضدَّ الإرهاب

الصفحة الاخيرة 2020/12/09
...

 رضا المحمداوي 
 
تفرض ذكرى إعلان النصر على عصابات( داعش) الإرهابية في مثل هذا اليوم من العام 2017، نفسها علينا وتستدعي جردة حساب فنية واستحضار الأعمال الدرامية التي تناولتْ موضوعة(الإرهاب) وعالجتها درامياً وقدَّمتْها في إنجازات فنية أَخَذتْ طريقها الى شاشة 
التلفزيون.
وبمعاينة المشهد الدرامي العراقي وبعد مرور ثلاث سنوات على إعلان النصر يمكن تسجيل ملامح الفقر والندرة الواضحة في إنتاج مثل هذه الأعمال الدرامية التي تصدَّتْ لموضوعة الإرهاب . 
وباستثناء ثلاثية( سبايكر) التي قدَّمتْها قناة ( العراقية ) قبل سنوات، فإننا لن نجدَ أيَّ عمل درامي آخر يمكنُ الإشارة إليه أو اتخاذهُ انموذجاً لذلك النمط من الإنتاج الدرامي المعني بظاهرة الإرهاب والتصدي لاسبابهِ  ونتائجه، أو الخوض في جوانب العمليات العسكرية الصعبة والمُعقَّدة التي خاضتها القوات العسكرية بجميع صنوفها ضد تلك العصابات الإرهابية قبلَ أنْ تحقق النصر بعد ثلاث سنوات من القتال بأنواعهِ وأشكالهِ المتعددة وهي تواجُهُ ذلك العدو الهمجي الشرس .
وكان مُقدَّراً لهذا النوع الفني من الأعمال الدرامية المُوَجهَّة ضد الإرهاب أن يحقق حضورَهُ على الشاشة من خلال إنتاجات درامية محددة خاصةً وان هناك مشروعاً كانت قد تقدَّمتْ به شبكة الاعلام العراقي قبل سنوات لإنتاج هذا النوع الدرامي واستطاعت أن ترصد له ميزانية إنتاجية مستقلة تقدر بثلاثة مليارات
دينار وتمكّنتْ من تضمين ذلك المبلغ في الموازنة العامة للدولة من خلال استقطاع نسبة ضئيلة من رواتب الموظفين والمتقاعدين من أجل إنتاج تلك الأعمال التي صُنفتْ على أنَّها من ضمن الجهود المساهمة في الحرب ضد الإرهاب، وبالفعل تم توفير تلك الميزانية الإنتاجية، لكنها للأسف لم تُرصدْ لإنتاج تلك الأعمال الدرامية، بل تمَّتْ مناقلة المبلغ الإجمالي من قبل الحكومة آنذاك إلى أبواب صرف أخرى، وبذلك خسرنا فرصة ذهبية كان لها أنْ تتوج حملتنا الوطنية ضد الإرهاب باعمال درامية تُسجّل التأريخ البطولي لمجتمعنا وقواتنا العسكرية وهي تكتب تأريخها المُشرّف وما قدَّمتْهُ من تضحيات من  أرواح وأجساد ودماء مقاتلينا
الأبطال.
حربنا الطويلة ضدَّ الإرهاب لم تنتهِ بإعلان النصر على عصابات (داعش) بل ما زالت مستمرة، وهو ما يستدعي القيام بمشروع درامي جديد من قبل الجهات المعنية مثل شبكة الاعلام العراقي ووزارة الثقافة والداخلية وجهاز مكافحة الإرهاب وغيرها، من أجل إحياء فكرة إنتاج أعمال درامية تتصدى لموضوعة الإرهاب، فما زالت الحاجة الضرورية القصوى قائمة لمثل هذه الأعمال الدرامية لما تنطوي عليه من أهمية في كتابة تأريخ هذه المنازلة الوطنية بلغة الدراما والصورة والرسالة الجمالية وإيصالها إلى الجمهور المتعطش لمثل هذه الأعمال 
الدرامية.