صناعة السيارات الخشبيَّة.. حرفة تقاوم الاندثار

الصفحة الاخيرة 2020/12/13
...

 بغداد: سرور العلي 
 
 
ينفض هيثم محمد بيديه ما تبقى من نشارة الخشب وهو يقف داخل ورشته المتواضعة في أحد أحياء مدينة الموصل، وطوال 20 عاماً كان الرجل الخمسيني يعيد استخدام “الخردة” في ابتكار السيارات، ولطالما أحب هذه الهواية، لتصبح بعد  ذلك مصدر رزق له ولأسرته.
وتحدث محمد عن شغفه لـ”الصباح”، قائلاً:”الغرض من عملي هو تزيين وصناعة السيارات الخشبية لاستخدامها في الأماكن السياحية داخل الموصل، فمنذ دحر عصابات داعش بدأ الناس بالاستفادة من أعمالي في مشاريعهم الصغيرة، وبعضها يعرض في الأماكن السياحية».
وعن استخدامه للخشب بكثرة بدلا من الحديد يؤكد”لأنه أقل كلفة وأكثر جمالية وأخف وزناً».
وداخل ورشة محمد توجد عشرات القوارب والعربات، فضلاً عن الأكشاك والغرف السياحية، ويمضي أسابيع وأحياناً، أشهراً في صناعة سياراته، ويستوحي بناءها من أزمنة مختلفة لاسيما الزمن الكلاسيكي، إذ يعده أكثر أناقة وإبداعاً ويحاكي نماذج فخمة وأخرى يبتكرها بنفسه، ما جعل الإقبال كبيراً على ما تبدعه يداه.
ويشكو من ركود حركة البيع والشراء بسبب ما يمر به العالم من أزمة “كورونا”.
وعن مراحل العمل يوضح”في البداية أقوم بتقطيع الخشب وأخذ القياسات، وبناء هيكل للسيارة بشكل مفصل، وتزويدها بمحرك ومقود، ومن ثم إجراء التعديلات الأخرى من ديكور داخلي وخارجي، بالإضافة إلى الأبواب والمقاعد والإطارات والمرايا ولوحة المفاتيح». ويأمل محمد أن تنتشر سيارات الزينة الخشبية، وأن يقام معرض فني للتحف الخشبية.