الإعلامي بين القلم والثورة الرقميَّة

الصفحة الاخيرة 2019/01/26
...

بيروت / غفران المشهداني
برغم تطور حقبة الإعلام التقليدي الى العصر الرقمي على صعيد الإذاعة والتلفزيون، إلّا إن الصحفيين ما زالوا يتمسكون بالقلم والكراس عند الذهاب لمقابلة ما، حاملين أسئلة معدة سلفاً، باعتبار أنَّ ذلك هو الاحتراف بعينه، وأن ما دونه هو عمل الهواة ، في حين يرى البعض الآخر منهم إنه حان الوقت لهجر القلم والورقة في ظل عصر الأجهزة اللوحية الذكية، ونرى الأغلبية ممسكين بأجهزتهم لإعداد البرامج الإذاعية والتلفزيونية أو كتابة التقارير الصحفية، فهل نُسي الورق والقلم فعلاً؟ وصار ضرباً من الماضي؟ 
سألت إعلاميات وهذه آراؤهن:
ضرورة
الصحفية اللبنانية راسيا سعادة.. معدة ومقدمة برامج تلفزيونية تؤكد: “برغم التطوّر التكنولوجي الداخل على المنظومة الإعلامية جذريا، بحيث أصبح الحاسوب والهاتف النقّال هما الأساس في الاستخدام اليومي لدى معظم الصحفيين ومقدمي البرامج، الاّ انني أفضل استخدام الورقة والقلم، كضرورة عملية استند اليها أولاً، ثم ألجأ الى تخزين المعلومات التي أريد في الحاسوب أو الهاتف إذا لزم الأمر” مضيفة: “لأنني أؤمــــــــن بأنّ رائحة الحبر والتفاعل بين القلم واليد والورق والعين المجرّدة، تحدث إتصالا بين الجسد والفكر، من خلال الورقة والقلم اللذين يشكّلان مصدر إلهام”.
وقالت سعادة: “الأوراق تحمل مخزون ونتاج أفكارنا وتعبنا.. تعتبر المكتبة الفكرية المضمونة زمنياً، والمحفظة التي لا تنهش إرثها التهكيرات”.
متاح
أما آية عبد الحميد، من جريدة كايرو نيوز المصرية، فأشارت : “لم استغنِ عن القلم والورقة لأنهما متعلقان بالشخص، وذكرهما الله في القرآن: “ن والقلم وما يسطرون” فهو متاح في أي وقت وليس له واصلة كهربائية” متابعة: “وفي ذات الوقت لا نستغني عن الألواح الذكية ايضا؛ لأنها عين الحقيقة للناس بالنسبة للصحفي.. لا مهنة من دون مهارة الكتابة، مهما استخدمنا واستحدثنا من وسائل وهذه هي الرسالة التي يجب ان يستعيدها وينميها كل صحفي”.
 
عدم الاستغناء
وعلاقة الصحافية العراقية تضامن عبد المحسن، بالقلم والورق وطيدة، مبينة: “أنا شخصيا لا استغني عن الورقة والقلم.. استخدم جهاز التسجيل وأدون رؤوس اقلام على الورقة؛ لأن مهما تطورت التكنولوجيا يبقى هناك ضعف في بعض الجوانب، فقد يخونني جهاز التسجيل وتنتهي البطارية او أكون بالخطأ ضغطت على زر الإطفاء او يحدث خلل معين ولا يسجل الجهاز”.
بينت “وحدثت ثلاثتهن معي.. ولم أحرج.. لأنني اخذت احتياطاتي ودونت في دفتري ملاحظات سريعة ومهمة.. لكن بالتأكيد يبقى جهاز التسجيل هو الأداة الاكثر اهمية لأنه يسجل تفاصيل الحديث الجاري مع الضيف/ الطرف الآخر”.
 
 الكتابة الرقمية
مراسلة قناة العراقية في أميركا أيفون كوله، رأيها مغاير: “الكتابة الرقيمة أصبحت جزءا من متطلبات العصر، لا يمكن الاستغناء عنها، ومع التطور الذي شهده عالم الرقميات والتكنلوجيا؛ أصبحت تحاكي الطرق التقليدية مثل الكتابة بالقلم والورقة، كتوفر الضمة والكسرة وغيرها وبهذا وفرت مساحة أكبر واوضح بالاختيار في طريقة الكتابة ”منوهة: “ولمواكبة التطور أنا افضل الكتابة الرقمية لأنها اسرع ومتوفرة في كل وقت وتعتبر الأسرع لإيصال المعلومة لأي مكان في العالم”.