سنّ عقل الشهداء

ثقافة 2020/12/13
...

عدنان الفضلي 
 
أعرفك منذ ثورتين ونيّف:
ما ركنت شفتيك الى زاوية مظلمة
ولا جاسهما الضحك الخائف
لم ألمح قافية الصدأ، في الأصابع المتجذرة في الجنوب
ربما مصائد العرّافين.. نتفت ريشة من جناحك الأيسر
لكنك.. التلال التي يحق لها حجب هلال الخسارات
أعرفك:
مؤمناً تتعمّم.. بشبكة صياد سومري خالف الرؤى
يكنس الأسماء والأسماك التي لا تفرح الأمّهات
لن أحرجك..
لست ممن يدمنون أقراص الشعر، من صيدليات القوافي
لكن..
لماذا صليبك ساعة الصلب، دون خجل جواد سليم كان مقوساً.
رباط عنقك وبهاء الأضواء التي لم تجردك من تاريخك الريفي..
لم يخذلوا حنّاء أمّك الذي يجادل الجفاف..
تلك التي تجمع الأحزان السومرية في أربعين جرة؟
يا أنت.. الكائن.. الكاهن.. العذب بطعم الأسرار
من منحك فحولة آدم العتيق..
وبسالة الجندي الذي لم يطلق رصاصة في حروب الديكة؟
أتدري:
شاهدتهم رفاق ظهرك..
يرجمون العواصف بورق اللبلاب مرتجفين
بينما وحتى قرب شظايا الجسور والساحات والدخان
لمحتك.. تجمع النايات جميعها..
تلفّها في حقيبة تشرين.. ومعها سرّة ثورة وسنّ عقل شهيد
يرتدي بنطال (مايكوفسكي) ويركب غيمته..
ذاهباً الى الربّ.. يخبره بما فعل السفهاء.