ممَ يتكون الذكاء العاطفي؟

اسرة ومجتمع 2019/01/26
...

فاخر الدغري
من اولى مكونات الذكاء العاطفي هو الاحساس بالذات أي يعي الانسان بمشاعره حين حدوثها وان يقودها نحو الايجابية وحسن التصرف وهو في أشد ساعات الشراسة والغضب.  وهنا يأتي قول سقراط “اعرف نفسك” الأمر الذي يعني ان هذه النفس هي حجر الزاوية في بناء الشخصية وتوفير الذكاء العاطفي لصالحها
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة ايمان عباس علي على ص58 من كتابها “الذكاء العاطفي” (الوعي بالذات هو معرفة الفرد لذاته... قابلياته... ومؤهلاته... وحاجاته وميوله وانفاعلاته). 
هذه المواصفات بمجموعها تشكل “اساس الثقة بالنفس” وهذا يعني ان الانسان دائماً بحاجة ماسة الى معرفة القوة والضعف في شخصيته لذا فإن مراقبة الذات أمر اجتماعي مطلوب التعامل معه لحفظ كيان هذه الشخصية وهذا يعني ان الانسان إذا عجز عن فهم حقيقة مشاعره هذه سيكون ضحية ورهينة لدى ذاته حيث ستيسره تقلبات الظروف المحيطة به. 
وقد لوحظ ان الاشخاص الأكثر فهماً لذاتهم هم القادرون على ادارة حياتهم في اتخاذ القرارات الخاصة بهم الأمر الذي سيجعلهم أكثر تقبلاً للتغذية الراجعة واستثمار الآفاق الجديدة للتعلم المستمر. 
ففي عام 1994 توصل (ايكرمان وايزارد Achermen & Lalzard) الى ان الوعي الذاتي المكثف يسهم في تحسين فهم المهارات المطلوبة وتجاوز 
العقبات. 
وتلعب البنية الشخصية دورها الفاعل في تحويل الوعي الذاتي الى خطة عمل في حياة الفرد أي فهم شخصيته وانفاعلاتها وميولها مضافاً الى موهبته العقلية. 
وعليه: 
فإن الاطفال يحتاجون في سن مبكرة الى تعلم المفردات الدالة على المشاعر المختلفة ومعرفة أسباب هذه المشاعر أي بوضع بدائل مختلفة للتصرف بها. 
وفي دراسة حديثة ظهر ان تلاميذ الصف السادس يخلطون بين الشعور بالقلق والغضب والشعور بالوحدة والجوع الامر الذي ظل يعرضهم الى الاصابة بمشكلات سن المراهقة. 
وهذا يعني ضرورة مساعدتهم على تنمية الوعي بالذات لتمكينهم من اتخاذ القرار المناسب من خلال وضوح الرؤية عندهم الامر الذي يتطلب توفير مناخات الصحة النفسية وغرس قيم التفاؤل بان المستقبل سيكون مشرقاً بجهودهم وهم القادرون على جني ثماره من خلال الجد والاجتهاد كون الذكاء العاطفي هو مجموعة من القدرات الشخصية والعاطفية والاجتماعية تؤثر في كفاءة الانسان في مواجهة ضغوط الحياة وهو يتوفر في خمس مجالات حسب نظرية (اورد بارون) وتلخصها د. ايمان عباس علي المختصة في فلسفة علم النفس التربوي في: 
1. كفاءات شخصية داخلية: وتشمل القدرة على معرفة الفرد لنفسه وفهمها والتعبير عنها. 
2. كفاءات شخصية متبادلة مع الآخرين: وتشمل القدرة على مواجهة الضغوط والتحكم في الانفعالات القوية منها. 
3. قابلية التكييف وتشمل القدرة على حل المشكلات ذات الطبيعة الاجتماعية والشخصية. 
4. عوامل مزاجية: تشكل التفاؤل والقدرة على الشعور بالسعادة والتعبير عنها.