دراسة مع وقف التنفيذ

الباب المفتوح 2020/12/15
...

نجم الشيخ داغر
لا يخفى على أحد أنَّ هناك تخبطاً واضحاً بشأن العام الدراسي الحالي الذي يكتنف أغلب فقراته وتفاصيله الغموض، مع الاعتراف أنها ليست مشكلة العراق وحده وإنما تعاني أغلب دول العالم مما
 نعانيه.
فمن جانب تقرر أنْ تكون الدراسة ليومٍ واحدٍ في الأسبوع لكل صف دراسي، لتقليل الحشود ومن ثم الحد أو منع انتشار الإصابات بالجائحة العالمية إنْ وجدت، ومن جانب آخر  توجيه الأسر الى متابعة الدراسة عبر منصات التواصل الاجتماعي الالكترونية، وهذا ما يجعلنا أمام مشكلات
 متنوعة.
القضية المهمة التي لا يجب أنْ تغيب عن أذهان المعنيين بالعملية التربوية، أنَّ المدرسة لا تختص فقط بإعطاء الدروس للتلاميذ، وإنما تعليمهم أيضا السلوك الحسن والانضباط ومراعاة القوانين. 
وهذا ما سيفتقده طلبة الصفوف الاولى في حال الدراسة في البيت لبقية ايام الاسبوع، والامر المهم الاخر هل يكفي الطلبة والتلاميذ يوما واحدا كل سبعة ايام لتلقي الدروس؟، وهل اجاب الخبراء عن
 ذلك؟. 
من وجهة نظري لا أعتقد ان يوما واحدا يمكن ان يترك أثرا معتدا به في ذهن الطالب، ناهيك عن صعوبة التعاطي مع مدرس يشرح من خلف الشاشة، اذ لا امكانية لسؤاله او مناقشته بما يخص المسألة او الدرس الذي يلقيه، ومن ثم ستبقى الاشكالية من دون
 حل.
أما مسألة متابعة الدروس عبر الشبكة العنكبوتية، فهذه مشكلة كبيرة ستواجهها الكثير من الأسر متوسطة الحال والفقيرة، اذ لا يتوفر لأغلبها خدمة
 انترنت.
 بل يوجد منها من لا تمتلك غير هاتف واحد وربما من النوع القديم الذي لا يوجد فيه تقنية الاندرويد، وعلى فرض وجود الانترنت والهاتف المناسب، فهل تتوفر طاقة كهربائية مستمرة تمكن التلاميذ او الطلبة من تلقي
 دروسهم؟. أعتقد أن هناك غبنا كبيرا سيحدث للكثير من الاسر الفقيرة، نتيجة عدم توفر المستلزمات المطلوبة لمتابعة الدراسة كما ذكرنا آنفا، وعليه فلا بد من  ايجاد حل  جذري وعادل يمكن أبناءها من اللحاق بأقرانهم  ميسوري
 الحال. 
 ولا يوجد من  وجهة  نظري  حلٌّ  ربما يكون  عادلا للجميع غير تأجيل هذا العام الدراسي كي يحتفظ كل بحقه في التفوق
 والنجاح. وايضا إنقاذ المدارس والملاكات التدريسية من التخبط الذي يشكوا منه اكثرهم بسبب اجبارهم على التعامل مع تلاميذهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذي يجهل الكثير منهم سبل التعامل
 معها.
أعتقد أنَّ التأجيل هو الحل الناجع والعادل للجميع، لا سيما أنَّ لقاحات الجائحة العالمية بدأت ترى النور وشرعت بعض الدول بإنتاجها وتوزيعها بين مشافيها، كما فعلت الولايات المتحدة الأميركية بطرحها لقاح
 (فايزر).