د. نصير جابر
وحدي أجفُّ خلف.. أبجدية الخذلان
أتفسّخ.. حرفا.. حرفا
تمرّ نسور الندم.. تنهشُ لحم
الفكرة الغافلة.. وتطير
ريح موبوءة بالجمر تسفع غصن
المجاز وبراعم الاستعارة.. وتمرّ
بخريفها وورقها وصدى
صرخة وزفير ساخن وأغنية هشّة
وأنا أحاولكِ.. نثراً.. شعراً.. خاطرة
لكنك عصيّة..
لا تنتظمين في خيط التأويل.. ولا يشبهك
حلم يقظة صاخب.. أو بوح فريد
أتوغل في طين أخرس.. أبكم
أكاد أمسك يد اليأس
المعروقة.. لأخرج من اللوحة القاحلة.
أكاد أجمع خيمة ظلّي
وأتجرّع آخر
قطرة من ضحكتك.. وأطوف في المجاهيل
أطرق أبواب من سأعرفهم،
ومن لا أعرفهم.. أصابعي يغبّرها
زعفران اللهفة والحرقة والغربة.
كم مضى من الوقت.. كم
مضى من الصمت.. من العرائش التي تذبل
والبلابل التي تغادر تين المواعيد.
عصيّة أنت..
لا حلّ لطلاسمك التي تؤجل
سرّها كلما اكتمل هلال الممكن
هي.. كفّ امرأة
تلوّح من بعيد.. نصف ظهيرة
ثمّة مقهى وفراغ وشارع
وشاعر وحقيبة.. وفراق.