يحتفل ملايين الأشخاص في أوروبا وكندا وأميركا والبرازيل بعيد ميلاد “مقيد الحركة” هذا العام بعد فرض قيود جديدة لمواجهة انتشار كورونا.
إذ قررت دول أوروبية عدة، تطبيق قيود جديدة للحد من معدلات الإصابة بالفيروس، والتي أثارت القلق في العالم أجمع، خصوصاً مع اقتراب عيد الميلاد، لتغلق الحانات في لندن، والمدارس في الدنمارك، والمتاجر في ألمانيا التي أعلنت، أنها سجلت عدداً قياسياً من الوفيات في اليوم الأول من بدء إعادة الحجر جزئياً.
بالتزامن مع ذلك، تسرّع أوروبا خطواتها على جبهة اللقاحات، إذ تنظر الوكالة الأوروبية للأدوية اعتباراً من 21 كانون الأول الحالي، في مصير لقاح فايزر- بايونتيك، لتمهد الطريق بذلك أمام احتمال بدء حملات التلقيح في الاتحاد الأوروبي قبل نهاية السنة.
وأكدت رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، أن “كل يوم يحتسب”، فيما بدأت حملات التلقيح في بريطانيا والولايات المتحدة، على أن تنطلق، الاسبوع الحالي في البرازيل.
في ألمانيا، التي تواجه موجة ثانية من الوباء، تبذل السلطات جهوداً شاقة للسيطرة عليه كما حصل في الربيع الماضي. وأعلن معهد روبرت كوخ الصحي، وفاة 952 شخصاً في الساعات الـ 24 الماضية، بينما أحصيت 27728 إصابة جديدة، وهو مستوى يقارب الحصيلة القياسية اليومية التي سجلت الجمعة.
تأتي هذه الأرقام الجديدة، بينما بدأت ألمانيا، الأربعاء الفائت، تنفيذ قرار إغلاق المتاجر “غير الأساسية” حتى 10 كانون الثاني، وهو القرار الذي أثار صدمة في بلد لم تغلق فيه المتاجر منذ الموجة الأولى من الوباء في الربيع.
وعبر رئيس اتحاد التجار، ستيفان غنيث، عن أسفه لما آلت إليه الأمور، قائلاً: “سوف تتحول أهم فترة في العام إلى إخفاق تام”.
وفي برلين، سارع السكان إلى المتاجر في وسط المدينة لشراء احتياجاتهم الخاصة بالعيد قبل الإغلاق.
في بريطانيا، ستضطر الحانات والمطاعم والفنادق في لندن إلى الإغلاق، للمرة الثالثة منذ بدء انتشار الوباء. وقالت إيما ماكلاركين، المدير العام لجمعية الحانات، إنه “مسمار جديد” في نعش الحانات.
وفي الدنمارك، ستتوسع إجراءات العزل الجزئي السارية في ثلثي مناطق البلاد (إغلاق المدارس والثانويات والحانات والمطاعم والمراكز الرياضية والأماكن الثقافية) إلى كل أنحاء البلاد.
وسجلت السلطات، ارتفاعاً قياسياً في عدد الإصابات خلال 24 ساعة لتتجاوز 116 ألف حالة، في المملكة التي يسكنها 5.8 مليون نسمة.
وفي هولندا، دخل قرار الإغلاق لمدة 5 أسابيع، حيز التنفيذ ويستمر حتى 19 كانون الثاني.
وفرضت فرنسا، حيث تواصل وتيرة الإصابات ارتفاعها، حظر تجول من الساعة 8 مساء حتى 6 صباحاً يومياً، بما في ذلك رأس السنة الجديدة، باستثناء ليلة عيد الميلاد فقط. وتبقى الحانات والمطاعم والمسارح وقاعات العروض ودور السينما والمتاحف مغلقة منذ نهاية تشرين الثاين.
وفي كندا، أعلنت مقاطعة كيبيك الأكثر تضرراً من الوباء في البلاد، إغلاق المتاجر غير الأساسية من 25 كانون الأول إلى 11 كانون الثاني، مع فرض العمل عن بعد اعتباراً من، الخميس، إضافة إلى تمديد عطلة الميلاد لأسبوع إضافي لطلاب المدارس الابتدائية.
وتسبب الوباء في وفاة أكثر من 1.62 مليون شخص في العالم، ونحو 73 مليون إصابة بحسب تعداد أعدته وكالة الأنباء الفرنسية، استناداً إلى مصادر رسمية.
وزارة الصحة البرازيلية، حددت السلطات حملة تلقيح وطنية، انطلقت الأربعاء، وأعلنت أنها تهدف إلى تلقيح 70 % من سكان البلاد خلال 16 شهراً أي نحو 150 مليون شخص.
وفي الولايات المتحدة، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية “أف دي أيه”، أنها سمحت بتسويق أول فحص منزلي للفيروس من دون وصفة طبية، ما يمكن أن يحدد وجود الفيروس خلال 20 دقيقة.
وهذا الفحص الذي طوّرته شركة إيلومي ومقرّها كاليفورنيا سيباع بنحو 30 دولاراً، وتخطط الشركة لطرح 3 ملايين وحدة منه في يناير، وملايين أخرى في الأشهر اللاحقة.
وتعد الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء بـ303 آلاف و292 وفاة، تليها البرازيل بـ182 ألفاً و799 وفاة.
وقال ستيفن هان، رئيس إدارة الغذاء والدواء الأميركية، إن ترخيص الاستخدام الطارئ يمثّل “خطوة كبرى”. وبدأت الولايات المتحدة، حملة تلقيح واسعة النطاق تهدف في المرحلة الأولى إلى تلقيح 20 مليون شخص خلال كانون الاول، يتوزعون على نزلاء دور رعاية المسنين (3 ملايين شخص) وموظفي القطاع الصحّي (21 مليوناً)، قبل أن يرتفع هذا العدد إلى 100 مليون شخص بحلول نهاية مارس.
وأكّد الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، أنه سيتلقى قريباً اللقاح ضد فيروس كورونا بشكل علني، وأن خبير الأمراض المعدية، أنطوني فاوتشي، أوصى بأن يتم ذلك “عاجلاً وليس آجلاً”.