في الوقت الذي اكد فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان اتفاقية اضنة ما زالت سارية المفعول بين الجانب السوري والجانب التركي كانت تركيا والولايات المتحدة قد اعلنت أنها توصلت إلى اتفاق حول إقامة منطقة آمنة شمال سوريا لمنع تصعيد الأوضاع في تلك الأراضي على خلفية استعدادات الجيش التركي لشن عملية واسعة ضد من تعتبرهم أنقرة إرهابيين من “وحدات حماية الشعب” الكردية
توافق بوتين واردوغان
وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره المغربي ناصر بوريطة عقد يوم امس السبت بالرباط، أن مضمون اتفاقية أضنة ينص على إزالة المخاوف الأمنية لتركيا في المناطق الحدودية الفاصلة بين البلدين.
وأضاف أن الحكومة السورية وافقت على اتفاقية أضنة وتحملت التزامات محددة، معربا عن اعتقاده بأن الإدارة السورية الحالية ما زالت تؤمن بسريان تلك الاتفاقية.
وأشار لافروف إلى توافق رئيس بلاده فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أرودغان، بشأن سريان اتفاقية أضنة، خلال اجتماعهما بموسكو، الأربعاء
الماضي. وتابع قائلا: “شركاؤنا الأتراك أكدوا مرة أخرى من دون قيد أو شرط، على أننا جميعا مهتمون باستعادة سوريا للسيادة ووحدة أراضيها بشكل كامل”.
وتابع لافروف مؤكدا “إنني على يقين أن هذا الأمر سيمثل الخطوة الأفضل والحل الأفضل بشكل عام للقضايا التي لا تزال باقية في هذه المنطقة”.
وأردف “يجب أن يكون هناك أقل درجة ممكنة من التدخل الخارجي، وهذا ما ننطلق منه في العمل الجاري في إطار عملية أستانا. وفي فبراير / شباط سينعقد في أستانا اجتماع جديد بمشاركة الدول الضامنة الـ3 (روسيا وتركيا وإيران) وممثلي الحكومة السورية والمعارضة، بالإضافة إلى مراقبين من الأمم المتحدة والأردن، وأعتقد أنه سيتم العمل على كل هذه المسائل هناك”.
وفي سياق متصل، أعرب لافروف عن أمله في أن تعقد اللجنة الدستورية السورية أولى جلساتها في أقرب وقت.
يذكر ان اتفاقية أضنة بين تركيا وسوريا والتي عقدت عام 1998 نصت على تعاون سوريا التام مع تركيا في “مكافحة الإرهاب” عبر الحدود، وإنهاء دمشق جميع أشكال دعمها لـ “بي كا كا”،ومنع تسلل إرهابيي هذا التنظيم إلى تركيا كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد اكد أن موسكو تعتبرها سارية المفعول وملزمة للطرفين على حد سواء.
تعويض عادل
وتنص اتفاقية اضنة على احتفاظ تركيا بممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس، وفي المطالبة بـ”تعويض عادل” عن خسائرها في الأرواح والممتلكات، إذا لم توقف سوريا دعمها لـ “بي كا كا” فورا.
كما تعطي الاتفاقية تركيا حق “ملاحقة الإرهابيين” في الداخل السوري حتى عمق 5 كيلومترات، واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر.
الوضع الأمني
في السياق ذاته بحث رئيس هيئة الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد، يوم الجمعة الماضي ، مع نظيره التركي يشار غولار، تطورات الوضع الأمني في سوريا.
وأوضح المتحدث باسم هيئة الأركان الأمريكية العقيد باتريك ريد، أن دانفورد تناول في اتصال هاتفي مع غولار، الوضع الأمني في سوريا، وهزيمة تنظيم داعش بشكل دائم، وأهمية التعاون بين تركيا والولايات المتحدة في محاربة الإرهاب.
وأَضاف أن تركيا شريك للولايات المتحدة الأمريكية في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وتربطها علاقات عسكرية، وأكد التزام بلاده بأمن تركيا.
والتقى رئيس هيئة الأركان التركي نظيره الأمريكي في العاصمة البلجيكية بروكسل على هامش اجتماع رؤساء أركان حلف الشمال الأطلسي “الناتو”.
أسلحة إلى سوريا
في الوقت ذاته نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن نشطاء قولهم إن التحالف الدولي بقيادة واشنطن استقدم شاحنات محملة بأسلحة وذخائر ومعدات إلى سوريا بالتزامن مع دخول مئات العسكريين الأميركيين.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن ما لا يقل عن 250 شاحنة تابعة للتحالف الدولي، محملة بالأسلحة والذخائر ومعدات لوجستية دخلت الأراضي السورية يوم الخميس الماضي ، وتم توزيعها على قواعد التحالف في عين العرب (كوباني) ومطار عين العرب وعين عيسى والرقة وتل تمر وغيرها في كل من محافظات حلب والرقة والحسكة السورية.
وأشار المرصد إلى أنه حسب مصادر وصفها بـ “الموثوقة”، دخلت المئات من عناصر القوات الأمريكية الأراضي السورية خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وكانت تقارير إعلامية منقولة عن مسؤولين في البنتاغون قد أفادت في وقت سابق بأن الولايات المتحدة تخطط لنشر قوات إضافية في سوريا لتأمين انسحاب القوات التي تنتشر على الأراضي السورية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في ديسمبر الماضي عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، دون أن يحدد جدولا زمنيا للانسحاب. وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن الانسحاب من المتوقع أن يستغرق ما بين 60 و100 يوم.
احباط محاولة تسلل
وفي سياق اخر، أحبط الجيش السوري، يوم امس السبت، تسلل مجموعة إرهابية قرب المطار الزراعي في قرية الشريعة بريف حماة الشمالي، موقعا قتلى وجرحى في صفوف المجموعة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مراسلها القول إن “وحدات الجيش تحبط محاولة تسلل مجموعة إرهابية قرب المطار الزراعي بقرية الشريعة في ريف حماة الشمالي وتوقع أفرادها بين قتيل ومصاب”.
وأضافت الوكالة أن “وحدات من الجيش تنفذ عمليات مكثفة على مواقع المجموعات الإرهابية في أطراف قرية أبو رعيدة الشرقية بريف حماة الشمالي ردا على خروقاتها لاتفاق منطقة خفض
التصعيد”.