لا أعلم كيف تتخيل طريقة انتظاري لك... ولا أعلم إنْ كانت مخيلتك تقترب من الحقيقة.
وأنا أنتظرك يصبح الزمن الذي أعده هو الدقائق والساعات وليس الأيام.. كل شيء يبدأ بالرجوع لطبيعته.. وتبدأ المذاقات بالرجوع للحياة.. يعود لساني لاستعادة وظيفته بالتذوق.. فيعود الحلو حلواً والمر مراً وأرجع التمييز بين الحامض والمالح بعد أنْ كان البسكويت والفراولة لهما نفس المذاق تماماً.
أعود لأميز بين ضوء الشمس وإنارة ثريا الصالون.. أما البائع المتجول الذي يزعجني ويوقظني في صباحاتي يغدو صوتاً كله حنية.
يبدأ الآخرون بالانتباه لانطلاقتي وبأنَّ مشيتي تصبح أسرع وخطواتي أكثر رشاقة، الدرج يأخذ مني وقتاً أقل بكثير من المعتاد وأنا أصعده وأنزله كما
الفراشة.
كل الثقل الذي بداخلي يبدأ بالزوال وتعود الخفة لروحي استعداداً للطيران الذي أحسه عندما تكون معي.
تبدأ خزانتي بالترتيب والانتظام بعد الفوضى وأدراجي تصبح مرتبة، كل أدوات الزينة المبعثرة تترتب من جديد وأحذيتي تغدو أكثر ارتفاعاً وأناقة ولمعاناً، مجوهراتي تستعيد ألقها بعد انطفاء مؤقت لألماس حقيقي.
أما العطر فلا أقول لك إنني أستعيد رائحته بداخلي استعداداً لأنفك الذي أنتظر أنْ يشمني.
المقولة بأنْ تلمس التراب يتحول ذهباً تنطبق عليَّ وأنا أنتظرك لأنَّ كل الأشياء المملة تصبح مثيرة، الظلام يبدأ بأنْ ينجلي والضوء يتسرب عبر كل الشقوق والحياة تصبح لونها بمبي.
أظافري تعود للنمو بجمال وشعري يطول بكثافة، عيناي تعودان بلهفة وقت المراهقة، أذناي تلتقطان نوتات الموسيقى أينما كانت أما قلبي..... آااااه على دقات قلبي التي تستعيد دقاتها.
وأنا أنتظرك لا يسيطر علي إلا سيناريوهات متعددة للحظة اللقاء... بالرغم من أنَّ كل سيناريوهاتي المتوقعة دائماً تفشل بسبب أفكارك الإبداعيَّة في طريقة لقاء مبتكرة في كل مرة.
لم تقل لي كم تتطابق مخيلتك في كيفيَّة انتظاري لك في حقيقة
ذلك؟