كاركاس/ وكالات
أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض خوان غوايدو أنه يرفض إجراء أي حوار مع الرئيس نيكولاس مادورو، ودعا المواطنين للمشاركة في مسيرات للمعارضة الأسبوع المقبل.
وقال غوايدو في مؤتمر صحفي له في كراكاس، امس السبت: “كنت أرغب في إيجاد حل للنزاع، لكن النظام اختار الاستهزاء بنا. وأود أن ألمح بوضوح للنظام وللعالم إلى أنه لن يوافق أحد على حوار مزيف”.
وأضاف أن “الفرصة الوحيدة هي إنهاء اغتصاب السلطة، وهذا هو الموضوع الوحيد للنقاش ولا يوجد غيره”.
ودعا غوايدو القوات المسلحة في البلاد إلى “الوقوف إلى جانب الدستور”، و”دعم الشعب”، داعيا كذلك إلى فصل كل العسكريين الكوبيين من المناصب المهمة في القوات المسلحة الفنزويلية.
كما أطلق رئيس البرلمان المعارض دعوة للتظاهر وما وصفه بـ “النفير الكبير” الأسبوع المقبل. وقال إن “من يعتقدون بأننا مهزومون ستخيب آمالهم لأن الشعب سيبقى في الشارع حتى إنهاء اغتصاب السلطة وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة”.
وأضاف غوايدو أن هناك إشاعات بشأن إمكانية اعتقاله، معتبرا أن ذلك إن حدث فسيكون “انقلابا”.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أكد امس السبت استعداده للحوار مع المعارضة ولقاء خوان غوايدو في أي ظرف، وفي وقت سابق أعلن مادورو عن موافقته على المبادرة التي تقدمت بها المكسيك والأوروغواي للحوار بين السلطات والمعارضة في فنزويلا.
مادورو: لست ضد اميركا
من جانبه، صرح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أنه ليس معاديا للولايات المتحدة. وقال: “إنهم يريدون أن يقدموا صورتنا كأننا ضد الولايات المتحدة... وأنا لست ضد الولايات المتحدة، أنا ضد “الإمبريالية” حسب تعبيره، وهذا شيء مختلف، والإمبريالية لا بد أن تنتهي”.
وأعرب عن تعاطفه مع الشعب الأميركي، مشيرا إلى أن قطع العلاقات ليس مع الشعب الأميركي، بل “مع حكومة (الرئيس) دونالد ترامب”.
وأكد أن فنزويلا ستحافظ على العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة وستواصل بيع نفطها هناك.
أما بشأن العلاقات مع دول أخرى، فأكد مادورو أن الخارجية الفنزويلية تعيد النظر حاليا في العلاقات مع كل الدول التي أعلنت اعترافها بخوان غوايدو رئيسا لفنزويلا، ووصفها بـ “أتباع” واشنطن.
وأضاف أنه سيكون هناك رد دبلوماسي من قبل فنزويلا على تلك الخطوات، لكن كراكاس تركز اهتمامها على “صاحب السيرك”، حسب تعبيره، أي الولايات المتحدة، التي جدد مادورو اتهامه لها بتدبير انقلاب في
فنزويلا.
وأشار مادورو إلى أنه أوفد وزير الخارجية خورخيه أرياسا إلى نيويورك لحضور اجتماع مجلس الأمن الدولي حول فنزويلا، مشيرا إلى أن الوزير توجه إلى هناك “لحماية فنزويلا”.
واشنطن تهدد
بدورها أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها تعمل على تشديد الخناق المالي على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وقالت الوزارة في بيان لها: “ستستخدم الولايات المتحدة أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية لضمان توافق التعاملات التجارية لحكومة فنزويلا مع هذا الاعتراف (اعتراف واشنطن بالمعارض غوايدو رئيسا لفنزويلا) بما في ذلك التعاملات التي تشمل المشروعات المملوكة للدولة والاحتياطيات الدولية”.
لكن بيان الوزارة لم يصل إلى حد إعلان تجميد أصول وحسابات فنزويلا في الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه عيّن وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو إليوت أبرامز مبعوثاً إلى فنزويلا بهدف المساهمة في “إعادة الديموقراطية” إلى هذا البلد الذي اعترفت الولايات المتّحدة بخوان غوايدو “رئيساً بالوكالة” له.
واعتبر أبرامز، الدبلوماسي السابق الذي عمل خصوصاً في عهدَي الرئيسين الجمهوريين السابقين رونالد ريغن وجورج بوش الابن، أنّ الأزمة في فنزويلا “عميقة ومعقّدة وخطيرة”.
وتوجّه المبعوث الجديد إلى مجلس الأمن الدولي، امس حيث يعتزم بومبيو “دعوة دول أخرى إلى دعم التحوّل الديموقراطي في
فنزويلا”.
وشدّد وزير الخارجيّة الأميركي على أنّ “إليوت سيكون مسؤولاً عن كلّ ما يتعلّق بجهودنا لاستعادة الديموقراطيّة في فنزويلا”، مشيراً إلى “تحدٍ عالمي”.
وقال إنّ إعلان رئيس الجمعيّة الوطنيّة خوان غوايدو نفسه “رئيسًا بالوكالة” لفنزويلا ليس “سوى الخطوة الأولى من طريق الفنزويليّين نحو الحرّية”.
وساطة مكسيكية
بدورها أعلنت المكسيك عن استعدادها للقيام بدور الوساطة بين السلطة والمعارضة في فنزويلا من أجل التسوية السياسية في البلاد.
وقال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور للصحفيين،: “نحن مستعدون للمساعدة بالوساطة إذا طلب منا الطرفان التدخل”.
وأضاف: “إذا توصلوا للاتفاق وكانوا يرغبون بالفعل في الحوار وإيجاد حل سلمي، فإن دولتنا ستقوم من جديد بدور الوساطة، مثلما قامت بذلك في وقت سابق في مختلف شؤون السياسة الخارجية”.
وتقدمت المكسيك والأوروغواي بمبادرة مشتركة للحوار بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا. وأعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو موافقته على هذه المبادرة.
مئات الموقوفين
ومع تواصل اللغط السياسي بين الانقلاب على مادورو او غير ذلك أعلنت مصادر غير حكومية في فنزويلا أن عدد الموقوفين على خلفية الاحتجاجات، التي تشهدها البلاد، بلغ نحو 500 شخص
وقال رئيس المنظمة غير الحكومية “المنتدى الجنائي”، ألفريدو روميرو، في صفحته على “تويتر”، إن قوات الأمن اعتقلت نحو 500 شخص، مشيرا إلى أن من بين الموقوفين 14 قاصرا.
وأضاف الناشط الحقوقي أن حملة الاعتقالات متواصلة، مشيرا إلى أن قوات خاصة قامت باقتحام عدد من المنازل.
هذا وكانت وسائل إعلام قد تحدثت في وقت سابق عن ايقاف 369 شخصا.
وقد تفاقمت الأزمة السياسية في فنزويلا وتصاعدت التظاهرات، خاصة بعد إعلام رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض، خوان غوايدو، نفسه رئيسا للبلاد لفترة انتقالية وإجراء انتخابات رئاسية جديدة.