(( الصباح )) في عيون الأدباء وأفكارهم

ثقافة 2020/12/20
...

  استطلاع: صلاح حسن السيلاوي 
 
سماء من الأفكار والأحلام، كلمات من الذهب، تشبه قلوب الأمهات، تشبه ضحكات الأطفال المتراكضين نحو المستقبل بالأمل، صفحات مزدحمة بأفئدة الكتاب، وهي تخفق بين شرفة وأخرى من شرفات المعاني. هذا ما تحاوله دائماً جريدة "الصباح"، منذ أن صدرت وهي تقدم أرغفة الصباح الحارة، بطعم الفجر وخضرة شجر الطموحات، والسهر على كيفيات متابعة الأحداث وصناعة الأخبار والتقارير والمضامين وكتابتها.
اليوم وبعد أن عبرت هذه السفينةُ الورقيةُ في موجٍ هادرٍ من الصحف والمجلات والقنوات الفضائية التي تحيط بعملها، حتى وصلت الى خمسة آلاف عدد، تؤكد أنها في طريق البحث عن الحقيقة، وأنها تصنع لنفسها موقعاً متميزاً في عيون القراء. 
تحاول "الصباح" دائماً زيادة سعة وجودها في قلوب الناس، وتسعى لتحقيق جزء من أحلامهم، من خلال وقوفها إلى جانب مطالبهم، والدفع بوصولهم إلى ما يريدونه من تصفح وجوه الحقيقة.  
 
إدامة صلتها بالجامعات
الناقد الدكتور علي حسين يوسف أشار إلى كثرة الصحف التي صدرت في العراق بعد 2003 لكنه يرى أن أغلبها لم تنجح في الوصول إلى طبقات القراء بالمستوى الذي حققته جريدة "الصباح"، مؤكدا على ما حققته من نجاح مهم .
 وأضاف يوسف قائلا: "الصباح" من خلال فريق عملها وإدارتها استطاعت أن تحقق نجاحا منقطع النظر، بحيث باتت معروفة ومقروءة عند طبقات واسعة من الناس، وهذا النجاح لم يأتِ عن فراغ إنما كانت هناك خبرة في العمل الصحفي وتقنيات الإعلام المعاصر هي من ساعد في تحقيق ذلك.
وما تقدم يضفي مسؤولية على هذه الصحيفة التي يتمنى القرّاء أن تحققها لهم، وأقصد بالقراء هنا، المهتمين بالأدب والكتابة الأدبية، وتتمثل تلك المسؤولية في هذا المجال في زيادة عدد الصفحات الأدبية، وأن تكون هناك لجنة لفحص النصوص والتحقق منها قبل النشر، وأن تراعى الأولويات الزمنية في النشر، وذلك كله يتحقق في إدامة التواصل بين الصحيفة والمحررين فيها والقرّاء من خلال التوزيع.
وثمة أمرٌ آخر يتعلق في تطوير الصلات بين "الصباح" والمؤسسات الثقافية من خلال حضور الفعاليات التي تقيمها تلك المؤسسات بصورة دائمة والإشارة إليها ونشر ما يجعل القارئ يقف على الأنشطة الثقافية التي تقام. 
من جهة أخرى لا بدَّ من إدامة الصلة وتعزيزها بالجامعات العراقية ووزارة التربية لما في تلك المؤسسات من مضامين ثقافية وأدبية كثيرة مغبونة إعلاميا ولم يعرف القارئ عنها شيئا، نتمنى أن يستمر نجاح جريدة "الصباح" بما يخدم قضايا الإنسان العراقي.
 
شهرة المثقفين ومنجزاتهم
وصف "الصباح" بالصوت المحايد للدولة العراقية والجريدة الأم، التي تمثل تطلعات طيف واسع من الجمهور العراقي، لما فيها من صفحات متنوعة، تلبي رغبات القارئ وتضيف معلومةً لاهتمامه السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي. 
وأضاف الفرطوسي بقوله: هنالك تجربة رائدة لها في طباعة ملاحق مهمة سواء اقتصادية ورياضية وثقافية. أحدثت طفرة ومتابعة واسعة من القراء وتبقى تجربتها الرائدة بإنشاء صحف المحافظات التي خلقت فضاءً جديدا في الإعلام العراقي وتجربة رصينة، لها دورها في رصد وتوثيق مايدور في المحافظات على المستوى السياسي والأمني والثقافي وغيرها من الأنشطة المتنوعة.. ندعوها إلى الاستمرار بدعم هذه الصحف وترصين تجربتها ورفع مستواها الفني
 والإعلامي. 
وقال أيضا: هناك ما أود أن أشير لأهميته في بعض مفاصل الخطاب الإعلامي ومنه الاسهام بصناعة نجومية المبدع والمفكر والأستاذ الجامعي، تلك النجومية التي على "الصباح" أن تجعلها ركيزة مهمة من ركائز عملها، ليكون المثقفُ من خلال شهرته مؤثراً في المجتمع، وقادراً على صناعة تغيير حقيقي في الحياة. 
كما أنني أجد أن على المؤسسات الإعلامية أن تصنع نجوماً من ملاكاتها ليؤثروا أيضا بدفع مفاهيم الحياة العلمية والثقافية نحو مستوى الحلم. وأقترح أيضا أن تسعى جريدة "الصباح" التي أعدها متميزة ومهمة إلى نشر صور المثقفين ومنجزاتهم بالتساوي مع المشاهير من فناني الدراما والسينما والرياضة، بهذه الطريقة ستكون هي صانعة للشهرة لا تابعة لها. 
 
إعادة الملحق الثقافي
الناقد زهير الجبوري عدَّ جريدة "الصباح" من أكثر الصحف تنظيما وإخراجا في العراق، ربما يعود ذلك للإمكانية التي تتمتع بها الصحيفة وملاكها الذي يمتلك خبرة كبيرة، على حد قوله.
ثم أشار الجبوري إلى وجود بعض الأعذار المشروعة مع ما تمر به وسائل الإعلام في هذا الظرف الاستثنائي في البلاد، ولهذا فهو يود وضع بعض النقاط والإشارات لتقويمها من وجهة نظره الخاصة. 
وفي هذا الصدد قال: ثمة تمنيات خاصة تنطوي على النهوض ببعض أقسامها المهمة والمحورية، منها إقامة ندوة سياسية تناقش الواقع الراهن في البلاد وتخصص لها على الأقل صفحتان أو أكثر.. ومنها إعادة الملحق الثقافي ويكون شهريا مع محور لشخصية فكرية مهمة يكلف بها أصحاب الاختصاص.. كما أرجو التركيز على القسم الأكثر متابعة بين الناس وأعني القسم الرياضي وجعله منبراً يرصد كل ما موجود محلياً وعربياً وعالمياً.. وأعني بالتركيز إعطاء مساحة أوسع لفريق العمل الذي يمتلك مؤهلاً رائعاً في العمل الصحفي.. فجريدة الصباح لها الأثر الكبير في الشارع العراقي. 
 
آراء والثقافية
الشاعر عباس السلامي لفت في إجابته إلى متابعته الشغوفة لما يصدر من "الصباح" وخصَّ منها صفحتي آراء والثقافية فها هو يقول: إنها وسيلة من وسائل الإعلام العراقي التي تميزت بتوجهها الواضح من خلال خطاب وطني يحمل هموم وتطلعات المواطن، هي صحيفة شاملة حظيت بملاك مهني يشهد له بالوطنية وعمق الانتماء، أتابع فيها وبشغف صفحتي آراء
 والثقافية. 
ما أريده من "الصباح" أن تكون قريبة من الأدباء لتقف وتساند من يتعرض منهم لانتكاسات صحية أو مضايقات وعنف أو اختطاف أو اعتقال، خاصة في قضايا إبداء الرأي بحرية وقول كلمة الحق، لا سيما وأن الأديب العراقي تحمل كثيراً من الظلم والسجن والتغييب في فترات كثيرة من حكم العراق وعبر أزمان
 مختلفة.