ا.د.عامر حسن فياض
نحتاج الى عراق صح، والعراق الصح هو العراق المقر والمستقر لرموز تغذي السياسة القويمة السليمة بعقول ناصحة بالتسويات لا بالتصفيات، واصوات منادية بتجريم الفساد والفاسدين وبتحريم الطائفية السياسية والطائفيين، وبتأثيم التعصب القومي العنصري، وبخطابات تطالب الحكومات والحاكمين بحسن ادارة التنوعات بالعدل والمساواة وتجاهر بحق التنمية وتفضح باطل التخلف، نعلم جميعا ان كل القمم مدببة عدا ثلاث فسيحة واسعة وعريضة تتسع للجميع هي( الايمان – العلم – الوطنية )، فالايمان قمة فسيحة واسعة وعريضة تتسع للجميع، والشعوب المتمدنة اصبحت متمدنة، لأنها احترمت دور العبادة وكرمت اهل هذه الدور جميعا، من دون استثناء او تهميش او اقصاء لهذه الدار عن تلك، او لهذا المؤمن عن ذاك، والعلم قمة واسعة وعريضة تتسع للجميع، والشعوب المتمدنة اصبحت متمدنة لأنها احترمت العلم وكرمت اهله، من دون استثناء او تهميش او اقصاء، لهذا العالم او ذاك، والوطنية قمة عريضة تتسع للجميع، والشعوب المتمدنة أصبحت كذلك، لأنها احترمت أوطانها وكرمت اهلها، من دون استثناء او تهميش او اقصاء لهذا الوطن عن ذلك، ولهذا المواطن عن ذاك.
والعراق الصح يحتاج الى رموز لا تفرط حتى بلحظات تمدنه تاريخا وارضا وناسا، رموز تحترم وتكرم تلك القمم الفسيحة الواسعة العريضة، وقاطنيها من العباد المؤمنين بتنوعاتهم والعلماء العارفين بتخصصاتهم والوطنيين المخلصين بأفعالهم، والعراق الصح بهذه الرموز سيكون متكرما ولا يظل هو الكريم فقط.
العراق الصح بهذه الرموز سيكون مدرسة عقول مفخخة بالايمان تتفجر لتستحضر عطاءات ليس من أجل أحياء يحكمهم الأموات، بل من اجل مستقبل افضل لكل الاحياء، مدرسة مصانع خطوط انتاجية تترى صنوفها وتتجدد انواعها، لتصنع أفكارا واجتهادات هي ولائم تفتح شهية العقل الى التأمل والبحث والنقاش، والى التفكير واعادة التفكير والى الحوار الايجابي البناء، والى مناهضة الكفر والتكفير والى مناصرة الفقراء وتأثيم التعصب وتحريم الطائفية السياسية ورفض شيطنة الدولة الوطنية والدفاع عن استقلال ووحدة العراق وحق الشعوب في تقرير مصيرها ومقت الجهوية الضيقة.
ان من يقبل هذه الرموز، التي نريدها للعراق الصح يثبت وطنيته وايمانه وعلميته، ومن لا يقبل بها يثبت وطنية وايمان وعلمية هذه الرموز، وان من يكرم هذه الرموز سيثبت كرمه، ومن لا يكرمهم سيثبت كرم هذه
الرموز.