بابليّة تبدع على اللوحات الخشبيّة

اسرة ومجتمع 2020/12/20
...

 سرور العلي

منذ سن السابعة عشرة تمارس رباب حسن عجام الرسم بالخيوط والمسامير، لكونها معجبة بطريقة صنع العمل وحبها واهتمامها بالفنون والحرف اليدوية، إذ تعلمت ذاتيا الرسم من دون دورات تقوية أو دروس فنية.

وتؤكد"أن ما يميز هذا الفن من أنه يجمع بين الرسم والعمل اليدوي، إذ يعتمد صنعها على تقطيع ألواح الخشب والتخطيط والرسم، وبعدها تأتي فقرة دق المسامير وربط الخيوط"، أما عن الصعوبات فتوضح  صعوبتها أنها تتطلب جهدا كبيرا وتركيزا، كما أن اللوحة تستغرق وقتا طويلاً لإنجازها، مضيفة "في البداية كانت مجرد هواية، لكن بعد أن قمت بنشر أعمالي في وسائل التواصل الاجتماعي، تلقيت عدة طلبات للشراء، فكان ذلك حافزا لي، لأنشئ صفحة عامة على موقع الفيسبوك لعرض وبيع اللوحات حسب الطلب.
 أؤمن أن الذي يحب عمله يبدع فيه. أحب هذا الرسم واستمتع به رغم التعب كوني أريد الاستمرار، بفعل ما أحبه، ولدي طموح كبير في الوصول الى الاحسن والاكمل في عملي، لأني أشعر أن فيه متعة حقيقية للفن والابداع، كما انه يعد من الفنون والاعمال اليدوية النادرة التي تتطلب جهدا" ووقتا" في الانجاز، لذا اضع كل هوايتي وافكاري في اي لوحة انجزها وتكون بمثابة البصمة الواضحة والجميلة في
أعمالي. 
وكانت فرحة وابتسامة أسرتي عند رؤيتها أحد أعمالي الجديدة، هي أكبر داعم لي وردود أفعال أقاربي وأصدقائي، وتشجيعهم لي هو من جعلني أستمر وأحاول أن أقدم الأفضل.  
وأبدعت عجام العديد من اللوحات حسب طلب الزبائن مضيفة عليها أفكارها، وتعد لوحة معالم العراق ولوحة السيدة مريم العذراء من أبرز لوحاتها لدقتهما وتفاصيلهما، إذ استخدمت أكثر من ألفي مسمار في كلتا اللوحتين.
 
تأملات
وتأمل المزيد من التطور لافتتاح معرض خاص بأعمالها الفنية، وتحقيق كل  أفكارها التي ستنقلها إلى محطات عربية وعالمية، وهذا ماتتمناه بعد ان وجدت في اعمالها صيغة جديدة وفنا رفيعا، من الضروري تطويره والعمل على اخراجه الى محطات عربية وعالمية، لأنه يستحق الدعم حسب قولها.
ويعد الرسم "بالفيلوغرافيا" من الفنون الدقيقة التي تنجز على اللوحات الخشبية، وهو فن عثماني قديم ظهر وسط السجناء بانتظار انتهاء مدة عقوبتهم ومناسب لجميع الأعمار. 
رسالة
وختمت عجام حديثها برسالة قائلة:
رسالتي إلى المرأة ألا تقف عند الأنوثة أو مشاعر الأمومة فحسب، فالمرأة خلّاقة دائما وقائدة للمجتمع، ويجب أن تحقق معظم أمانيها ولا تنتظر من يحققها لها، واي فتاة تبدأ بعمل ما يجب تنفيذه بدقة واتقان وحب، وهذا هو سر نجاحها في التصميم والعمل الجاد والسعي الى تطويره، كما ان الاعتماد على حبها للعمل وخبرتها التي اكتسبتها هي من ستدفع عجلة نجاحها الى الامام من دون الاتكال على الآخرين، وتكون في نظر نفسها وامام الجميع قدوة حسنة لتعزز ثقتها في خوض التجارب العملية بقوة 
وشجاعة.