مكعبات {الليغو» بديلا عن الألعاب الالكترونيَّة للأطفال

اسرة ومجتمع 2019/01/27
...

يونس جلوب العراف
يحتاج الطفل الى اللعب من اجل تفريغ شحنات طاقته لذا كلما كبر برزت الحاجة لتطوير العابه لكن في المقابل ليست جميع الالعاب قادرة على تنمية قدراته العقلية والذهنية لذلك برزت الحاجة الى العاب تحقق ذلك فظهرت المكعبات او الليغو كما تسمى لتحل هذه المعضلة اذ انها تسهم في ابراز قابليات الطفل الهندسية وتؤثر في بناء شخصيته الاجتماعية فاصبح اقتناؤها ضروريا على الوالدين بدلا من الاكترونية التي تشجع في كثير من الاحيان على العنف.
 
يقول احسان قاسم وهو اب لطفل واحد :ان الالعاب الاكترونية قد سرقت الاطفال من برائتهم وفطرتهم وحولتهم الى مدمني العاب بدلا من ان يكونوا من المحبين للالعاب التي تنمي العقلية الهندسية والبنائية بل انها تنهي لديهم النواحي الفكرية كونها تلهي الطفل فقط عن المحيط الذي يعيش فيه حتى يتحول الى منفرد عن الاهل وبقية الاطفال ممن هم في سنه.
واضاف :ان الالعاب التي من الممكن ان تسهم في بناء فكر الاطفال هي العاب المكعبات كونها تعمل على تنمية موهبته اذ تشجعه على ابتكار اشكال هندسية وابنية مختلفة وتحفزه على ان يكون من الطامحين الى دخول كلية الهندسة في المستقبل سيما ان وجد التشجيع من الابوين على سلوك هذا الطريق .
وشدد على ضرورة أنَّ هذه الالعاب البنائية (الليغو) في جميع البيوت وحث الطفل على اللعب بها في أوقات الفراغ حتى يحصل الطفل على فرصة اللعب بالعاب مفيدة تنمي قدراته العقلية.من جهته يقول جمال محمد وهو اب لطفلين:ان الحياة في تطور مستمر ولم يدر في بالنا ان تتحول حياتنا الى مجموعة حاجات الكترونية مسيطرة على تفكير الفرد ففي ايام طفولتنا في الثمانينات لم يكن لدينا اي العاب سوى الرياضة وبعض الالعاب البسيطة لكن الاطفال في الوقت الراهن محاطون بالعديد من الالعاب التي يمكن القول ان اغلبها الكترونية ولها تأثيرات سلبية على الطفل في الحاضر والمستقبل ان لم تتم السيطرة على الوضع داخل
 البيت .
واضاف: في السابق كان الاب يستطيع السيطرة على الاطفال ويمكن متابعة ما يمارسونه من العاب اما في الوقت الحالي فهناك العديد من الالعاب التي توجد في الهواتف النقالة والتي سلبت عقول وقلوب الاطفال والشباب ومنها البوبجي التي تشجع على العنف وتعليم الاطفال على حب السلاح وتقليد ابطال هذه اللعبة في الواقع وهذا ما حدث مع احد اولادي حيث اصبح يكرر مفردات تستخدم في هذه اللعبة لذلك قمت بمنعه من اللعب بها حفاظا عليه من الانغماس فيها فيؤدي ذلك الى مالا يحمد عقباه في المستقبل .
وتابع: ان هناك العديد من الالعاب التي من الممكن ان تكون حلا لاشكالية اللعب بالالعاب الالكترونية حيث ان العاب المكعبات والالعاب الرياضية هي الدواء الشافي لعلة البوبجي والعاب الاكترون 
الاخرى.
 من جانبه يقول الطبيب النفسي مصطفى رياض:ان العاب المكعبات تنمي الوعي الادراكي للاطفال فمن خلال اللعب بها وعندما يجد الطفل نفسه في وسط مشكلة لا يستطيع حلها يسعى لتجربة جميع الخيارات الممكنة للحل مثلاً : طفل كان يلعب بالمكعبات الكبيرة ليكون بنائه مكتملا وقد انتهت جمع المكعبات ولم ينته من البناء فماذا سيعمل ؟ من المؤكد ان وجوده داخل مديات اللعب ووجود أنواع مختلفة من المكعبات تسمح له بالاختيار والتجربة لإنهاء العمل و في أثناء البناء يبدع ويبتكر الطفل اشياء جديدة معتمدا على خياله والمعارف السابقة له فيتنج اشكالا
 جديدة . 
واضاف: عندما يبني الطفل ويقع بناءه بعد وقت قصير فمن المؤكد أن الطفل سيستفيد من هذه التجربة التي هي في الواقع بمثابة درس تطبيقي لعلم الفيزياء دون ان يعرف فهو من خلال هذه التجربة سيكتسب مفاهيم فيزيائية مختلفة مثل التوازن والجاذبية ( وقع البناء بسبب عدم اتزانه ووصل للأرض لأن الأرض جذبته لها ) فيعرف في المرة القادمة كيف يمكنه إن يبني هذا البناء ويحميه من الوقوع مرة اخرى فالتجربة هي اساس
 التعلم. 
وتابع : ان تنوع المكعبات وأحجامها تسمح للطفل تعلم مهارات الرياضيات مثل الأشكال الهندسية ، والاعداد الكسرية مثل النصف والربع .
ويرى ان الطفل عندما يلعب بهذه المكعبات يزيد حبه للعمل ومواصلة ذلك العمل ولا يقوم منه حتى الانتهاء منه فيشعر بالفرح لما انجزه من اشكال يشعر انها من انتاجه وانتاج موهبته في البناء وهناك بعد أن ينتهي الطفل من البناء يشعر بالانجاز وانه قادر على العمل .
واضاف: ان التجارب السابقة اثبتت ان العاب المكعبات تسهم في زيادة النمو الاجتماعي العاطفي لمن يلعب بها من الاطفال فعندما يلعب الطفل بهذه الالعاب يجد نفسه قادرا على أن يستقل بذاته ويختار الشيء الذي يريد وربما يكون عند الطفل مشكلة ما فهو متضايق أو زعلان ومن خلال لعبة المكعبات يمكنه أن يعبر عن هذه المشاعر بطريقة مناسبة ولا تتعارض مع الآخرين ( يبني ويهدم فيحاول تفريغ غضبة ، يبني بناء صغير ومغلق ويضع به شخصيات فيحس بالأمان ..... وهكذا )
واشار الى ان العاب المكعبات يمكن ان تسهم في تشجيع الاطفال على حب اللعب بشكل جماعي فعندما يعمل الأطفال بشكل جماعي ويتعاونون فيما بينهم ويتقاسمون المهام نحصل على مجموعة اطفال محبة للعمل الجماعي وقد يكونون نواة لمجموعة عمل تطوعي في
 المستقبل.
ولفت الى ان اللعب بهذه الالعاب يشجع الطفل على حفظ ما لديه من أدوات لعب حيث نرى في الكثير من الاحيان انه يسعى للمحافظة على الأدوات التي يستخدمها في اللعب لكي لا يفقدها ويحرم من متعة اللعب بها مرة أخرى وهو مايؤشر حالة حب المحافظة على سلامة مالديه من العاب او مواد
 أخرى.
يقول الدكتور احمد كامل ان المكعبات تسهم في تطور النمو الجسدي للطفل فمن خلال وضع الطفل للمكعبات وترتيبها بجانب بعضها البعض أو فوق بعضها البعض تتطور لديه مهارة تآزر حركة العين مع اليد فهو لابد له من روية المكان الصحيح ومن ثم وضع المكعب في هذا المكان .
واضاف:عند رفع الطفل للمكعبات وتحريكها تتطور لديه القدرة على التحكم بعضلات جسمه وتنسيق حركاته وتابع: ان النظر لهذا الكم الهائل من المكعبات يساعده على تطوير الاستيعاب البصري
 لديه .