مأزق الكوميديا العراقية

الصفحة الاخيرة 2020/12/23
...

 رضا المحمداوي 
 
 
إنتقلتْ عدوى انتاج ما يسمى عندنا بـ"الكوميديا الخفيفة" من قناة تلفزيونية إلى أخرى حتى أصبحتْ بسبب التكرار والتشابه والتقليد، نمطاً فكاهياً خفيفاً من دون ثقل أو وزن موضوعين يمنحُهُ خصوصيةً أو تميزاً، كما أن سهولة هذا النمط وسطحيته جعلاهُ جاهزاً للاستنساخ والنقل وإمكانية النسج على 
منواله.
 شيوع هذه النمطية التي حَكَمَتْ هذا النوع الفكاهي أصبح مدعاةً للتساؤل عن: أين يكمن المأزق الفني لهذا النوع الفني، هل هو في النص المكتوب؟ أم لدى الممثل الكوميدي المعروف؟ أم لدى المخرج غير المتخصص؟ أمْ أن المأزق يكمن في النمط الفني
برمته؟
لكن إزاء هذا النمط الذي تمَّ تكريسه، ثمة أعمال كوميدية استطاعت أن تكسر طوقه المهيمن، وأن تطرح أنموذجاً فنياً مبتكراً ونجحتْ في مغادرة تلك المحطة القديمة ومن بين تلك الأعمال مسلسل"غايب في بلاد العجايب".
ميزة المسلسل الأولى أنه يقع في حلقات مستقلة منفصلة عن بعضها البعض، من حيث الموضوع أو القصة أو الحكاية، لكنه متصل من حيث الشخصيات الرئيسة وأهمها غايب"كاظم القريشي" وزوجته لمياء"زهور علاء". 
وهذا البناء الدرامي للمسلسل بشكله"المتصل – المنفصل"جعل التفاوت والتباين قائماً بين الحلقات من حيث القوة والضعف، فبعضها إنحازتْ إلى الانسان كقيمة عليا وضرورة الاهتمام به.
إنَّ التحدي الكبير الذي واجهُهُ هذا المسلسل هو تقديم الفنان كاظم القريشي شخصية كوميدية خفيفة، على الرغم مما عُرفَ عنه من إجادة وتمكّن من تقديم الشخصيات الجادة والرصينة، لأن المواصفات العامة، لهذا الفنان كانت تتماثل أو تتطابق وتخدم تلك الشخصيات.