سناء التكمجي.. صوتٌ لامسَ قلوبَ الأطفال والكبار

الصفحة الاخيرة 2020/12/25
...

الكوت: محمد ناصر
رغم تاريخها الفني الحافل، من خلال دبلجتها للعديد من الشخصيات الكارتونية التي بقيت عالقة في أذهان الكثيرين، إلا أن ارتباطها البالغ بشخصية «لينا» في المسلسل الكارتوني الشهير «عدنان ولينا» بقيت خالدة في مسيرتها وذاكرة الكثيرين. سناء التكمجي هي المدبلجة رقم واحد التي مهما مر الزمن وتغير، يبقى صوتها يلامس القلوب بعفويته وصدقه والدفء الذي ينبعث منه.
وفي حوار خاص لـ «الصباح» سألناها متى شعرت أنَّ الطفل الذي في داخلك كبر، قالت:
 «في حياة كل انسان صغُر او كَبُر طفلٌ لا يكبر معه بل يبقى، يعود اليه كلما احتاج الى ذكرى او موقف او حنين لشيء ربطه بالطفولة، «ثق ابني» هذا الطفل الذي يسكن داخلنا لا يكبر أبدا، بل نحن من نفضل له ألا يكبر فهو سجل تاريخنا منذ الولادة الى ما شاء الله لنا في البقاء بهذه الحياة، فما دمنا نحن الذين نكبر ونهرم ونشيخ فلندعه صغيرا يشحن طاقتنا وذاكرتنا دائما بأحداث الماضي الجميل». 
وبشأن الشخصية الكارتونية العالقة في روحها بيّنت أن «عدد الشخصيات التي قمت بدبلجتها قليل جدا، 
«لينا» بقيت صغيرة مدللة من قبل عدنان وجدها، وهي في واقع الحال ستبقى صغيرة هادئة طيبة وفية مخلصة، تحب عدنان وجدها جدا، تتفانى من أجل عمل الخير ومساعدة الآخرين، إلا أنها تبقى صغيرة في أرواح من عاصروها من خلال أحداث المسلسل».
وشددت أن «في الواقع ما زال الأطفال يشاهدون أفلام الكارتون، ولكن السؤال أي 
نوع من الكارتون يشاهدون؟، وما هو تأثير هذه الافلام 
عليهم نفسيا وتربويا؟، والجواب لا شيء،  فليس هناك حوارات لطيفة، الشخصيات مشوهة تتحدث بأسلوب فارغ أجوف بعبارات غير لائقة، ليس هناك قصة محددة يستطيع الطفل ان يخرج منها بعِبرة 
يفيد منها في حياته، او يستطيع ان يختزنها في مخيلته».
وعن الشخصية التي ندمت على دبلجتها كشفت 
أن «الأصوات التي نؤديها لانقلّدها فحسب، بل نرسم الشخصيات الكارتونية من خلال أصواتنا، بعد أن 
نستمع الى صوت الشخصية الحقيقية في الفيلم الكارتوني الاصلي، ويختار المخرج من مجموعة من المدبلجين الصوت المناسب لتأدية دور تلك الشخصية». 
مواصلة: «أما الشخصية التي ندمت على دبلجتها، هي 
دور «رنا» في المسلسل الكارتوني «الحوت الأبيض» التي لم تجلب اهتمامي ولم تؤثر في نفسي». 
واختتمت التكمجي حديثها بالعودة الى ذكرياتها في 
بغداد، موضحة أن «بغداد، المدينة التي ولدتُ وترعرعت وكبرت ودرست وتزوجت وانجبت ابني الاول فيها، المدينة التي تحتضن دجلة الخير وتحمل عبق العصور القديمة، مدينة العلم والعلماء والمثقفين والادباء والشعراء، واذا 
ماقررت العودة اليها، سأذهب الى «الكرادة»، المكان الذي 
ولدت به وموئل ذكرياتي الجميلة».