مهنة تصليح المدافئ.. وداعاً

الصفحة الاخيرة 2020/12/26
...

الحلة: محمد عجيل
لم تعد المدافئ النفطية او الغازية هي الرائجة بالاستخدام المنزلي عند الاسر العراقية، بعد أن غزت وسائل التدفئة الكهربائية الاسواق في أسعار تنافسية مقدور عليها، و تكاد تكون في متناول الفرد، سواء في الريف او المدينة. 
ورغم قلة استخدام تلك المدافئ، الا أن ابا طارق يصر على مواصلة مهنته التي اكتسبها من والده، وهو واحد من اقدم مصلحي وسائل التدفئة في مدينة الحلة، اذ يقول ابو طارق لـ"الصباح":" تعلمت هذه المهنة وكان عمري وقتها عشر سنوات، ولازمت محل والدي بعد أن تركت المدرسة رغم اصرار ابي رحمه الله على مواصلتي الدراسة، لكني احمد الله، اذ تمكنت من تعليم أولادي في اقسى ايام الحصار، واحدهم اصبح طبيباً والآخر ضابطاً في الشرطة".
واشار الى أن" السوق لم تعد تشجع على مواصلة المهنة، فقد اصبح كل شيء تكنولوجياً ويشغل بالريموت،  ولم تعد المدافئ الغازية او النفطية تستخدم في التدفئة المنزلية، حتى في المناطق الريفية، فان القلة القليلة تأتي إلينا من اجل إصلاح خلل في المدافئ  او وسائل الطهي".
وكشف ابو طارق ان" موعد مغادرتنا المهنة قد حان،  وعلينا الاستسلام للامر الواقع، لأن هذه سنة الحياة يوم لك ويوم عليك، ولكن ما يؤلمنا حقاً ان ايجارات المحال التي نقطنها في عملنا ما زالت كما هي، ما يضطرنا الى الاقتراض في بعض الأحيان من اجل تسديد ما في ذمتنا من اجور تعود للدوائر البلدية".
واوضح أن" الشتاء بالنسبة لنا لم يعد فرصة للكسب الوفير كما كان سابقاً، وهذا ما يدفعني الى التفكير جلياً بمغادرة مهنتي التي تواجه الانقراض، وستصبح شيئاً من الماضي".