في وقت خرجت فيه تظاهرات في شوارع العاصمة الفنزويلية بين مؤيد ومعارض للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اعتبر الاخير أن بلاده خرجت منتصرة من اجتماع مجلس الأمن الدولي، واستشهد على ذلك بمغادرة وزير خارجية أميركا، مايك بومبيو القاعة قبل انتهاء الاجتماع .
وقال الرئيس الفنزويلي في اجتماع مع شباب من أنصاره تم بثه على موقع «تويتر»: «أنا أطلب التصفيق الحاد لوزير الخارجية، خورخي أريازا، لقد فزنا بالأمم المتحدة، نصرا عظيما بدعم من معظم دول مجلس الأمن الدولي، غادر مايك بومبيو الاجتماع».
ورقص الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس السبت مع عقيلته، سيليا فلوريس، على إيقاع «البنقز» وسط أنصاره خلال لقاء عقده مع عدد كبير من الشباب في العاصمة كاراكاس، كما حمل الحضور صورا وتماثيل لمادورو معربين عن تأييدهم له بعد قرار عدد من الدول الاعتراف بزعيم المعارضة، خوان غوايدو، كرئيس مؤقت للبلاد.
وكان مجلس الأمن الدولي اجتمع اول امس لمناقشة الوضع في فنزويلا، وبعد حوالي 5 ساعات من النقاشات، لم يخرج المجلس بأي قرار أو استنتاج .
استعداد للحوار
بدوره، أكد وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياس أن حكومة كاراكاس كانت ولا تزال مستعدة لإقامة حوار مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال أرياس ، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي: «حاولنا إقامة اتصالات مع الولايات المتحدة منذ انتخاب كوماندانتي هوغو تشافيز رئيسا في شباط 1999 ومنذ أول يوم لرئاسة نيكولاس مادورو، إلا أن جميع جهودنا صدها الجانب الأميركي».
وأشار أرياس إلى أن واشنطن «لا تقف وراء محاولة الانقلاب في فنزويلا بل تأتي في مقدمتها»، وأضاف مخاطبا الإدارة الأمريكية: «تفرض القوة على حساب الشرعية، ولا بد من وضع حد لذلك هنا والآن».
ولفت الوزير إلى أن إعلان رئيس البرلمان وزعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد واعتراف بعض الدول بذلك يخالف دستور البلاد والقانون الدولي، متسائلا: «من سيظهر لي بندا في ميثاق الأمم المتحدة يسمح لأي شخص إعلان نفسه رئيسا للدولة؟»
وردا على منح فرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وهولندا لحكومة كاراكاس مهلة ثمانية أيام للإعلان عن تنظيم انتخابات رئاسية جديدة، قال أرياس: «من خوّلكم إصدار إنذارات نهائية؟»
وأشار إلى أنه على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العمل على حل أزمة «السترات الصفراء» في بلاده بدلا من التدخل في شؤون فنزويلا، مشددا على أن كاراكاس بدورها لا تتدخل في شؤون دول أخرى» حسب تعبيره.
وأعرب أرياس عن دعم حكومة كاراكاس للمبادرات المؤدية إلى إقامة حوار داخل البلاد والتوصل إلى اتفاق سياسي بين مادورو ومعارضيه، مضيفا أن الفنزويليين سواء كانوا من الحكومة أو المعارضة هم من سيتخذون قرارات خلال الجلوس حول طاولة واحدة.
المجموعة الاميركية الاخيرة
الى ذلك أعلن مادورو، أن المجموعة الأخيرة من الدبلوماسيين الأميركيين غادرت كاراكاس وإنه أصدر تعليماته إلى وزارة خارجية فنزويلا لبدء مفاوضات مع الولايات المتحدة في غضون 30 يوما بشأن إنشاء مكاتب لإدارة شؤونها ومصالحها في كلتا الدولتين.وأضاف: «لقد غادروا البلاد بالفعل، واليوم غادرت المجموعة الأخيرة».وأوضح، أن «نموذج تمثيل الدولة سيكون مماثلا للنموذج الذي عمل خلال العام في كوبا، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة».
مواقف دولية
بدوره وصف رئيس كوبا ميغيل دياز كانيل الاتهامات ضد بلاده، والتي أدلى بها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، بالافتراء والتكبر. وكتب الرئيس الكوبي على صفحته في «تويتر»:»هذه الاتهامات التدخلية، المليئة بالافتراء والغطرسة، ستنهار أمام تصميم الشعوب، التي لن تتخلى عن استقلالها وسيادتها أبدا».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في فنزويلا «كوبا جعلت الوضع أسوأ».
ووفقا له، فإن القوات الخاصة الكوبية دعمت مادورو لسنوات عديدة، بدعوة شخصية منه وحاشيته. وبشكل خاص، قاموا بتدريب القوات الخاصة الفنزويلية على «أسوأ الممارسات الكوبية». وأضاف أن:»وزارة الداخلية الكوبية توفر الحماية الشخصية للرئيس السابق مادورو».
من جانبه دعا وزير الخارجية التركي، مولوود جاويش أوغلو، جميع الدول إلى المساهمة بشكل سلمي في حل مشكلة فنزويلا.
وقال الوزير، في تصريحات للصحفيين بأنطاليا، أن «دول الاتحاد الأوروبي تدلي بتصريحات تتنافى مع قيمهم ومبادئهم بسبب ممارسة الولايات المتحدة الضغط عليهم»، وفقا لوكالة الأناضول التركية للأنباء.
انشقاق الملحق العسكري في واشنطن
من جانب آخر وصفت وزارة الدفاع الفنزويلية، انشقاق الملحق العسكري بسفارة البلاد في واشنطن، خوسيه لويس سيلفا، ورفضه الاعتراف بنيكولاس مادورو رئيسا لفنزويلا بأنه “خيانة وطنية عظمى
واعتبرت الوزارة تصريحات الملحق العسكري “عملاً من أعمال الخيانة والجبن تجاه الوطن الأم الموروث من محرّرنا سيمون بوليفار”.
وأعلن الملحق العسكري في السفارة الفنزويلية في واشنطن، خوسيه لويس سيلفا، امس عن “قطع علاقته” مع نيكولاس مادورو. بعد ذلك، دعا عناصر القوات المسلحة في البلاد إلى الاعتراف برئيس البرلمان، المعارض خوان غوايدو، كرئيس شرعي.
في المقابل، أعلن نيكولاس مادورو أنه الرئيس الدستوري الشرعي للبلاد، ووصف رئيس البرلمان المعارض بأنه “دمية في يد الولايات المتحدة الأميركية”.
تظاهرات شعبية
في الوقت نفسه شهدت العاصمة الفنزويلية كاراكاس تظاهرات حاشدة لمؤيدي الرئيس نيكولاس مادورو، ومؤيدي رئيس البرلمان خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، رافضا شرعية
الأول.وتجمّع أنصار مادورو أمام مركز روبرت سيرا الثقافي الذي أحرق مطلع الأسبوع الجاري خلال تظاهرة لمؤيدي غوايدو.
وقالت لوي سيلفيرا إحدى المشاركات في التظاهرة الداعمة لمادورو إن فنزويلا تتعرض لحرب اقتصادية، وإن المعارضة ضلّت طريقها ولا تدري ما تفعل.
وأوضحت سيلفيرا أن المعارضة تسعى لخلق حرب داخل البلاد، بينما يسعى الرئيس مادورو لإحلال السلام والاستقرار.
بالمقابل تجمع نحو ألفي شخص من أنصار رئيس البرلمان خوان غوايدو في ميدان ألفريدو ساديل.
وخاطب غوايدو الحشد، مبينا أنه على استعداد للقاء كافة أعضاء حكومة مادورو.
وأردف قائلا: “يمكنني أن ألتقي مع جميع أعضاء الحكومة من أجل إنهاء احتكار كرسي رئاسة الجمهورية وإجراء انتخابات حرة وشفافة”.