شبكة الإعلام العراقي تعمل على كسر القفل الذي كبل الدراما منذ سنوات عديدة

الصفحة الاخيرة 2020/12/27
...

  بغداد: محمد اسماعيل

  تصوير: واثق خزاع

انتهى قسم الإنتاج الإذاعي، في مديرية الدراما بشبكة الإعلام العراقي، من تسجيل مسامع حلقات مسلسل "جدران باردة" تأليف سعد هدابي، وإخراج رجاء كاظم، بينما حضر رئيس مجلس أمناء الشبكة الدكتور جعفر الونان، في الاستوديو يرافقه عضوا هيئة الأمناء الدكتور علاء الحطاب ومحمد سلام، للاطلاع على مجريات العمل.

خطة للنهوض بالدراما
واستمع رئيس مجلس الأمناء الى مقترحات وأفكار الفنانين قائلاً إنَّ "شبكة الإعلام العراقي لديها خطة واضحة للنهوض بشقي الدراما المرئي والمسموع، وهذا يأتي ضمن السياسة العامَّة التي يرسمها مجلس الأمناء".
وأضاف: "نطمح الى جعل الشبكة الأم المنتجة للدراما، لا ننكر أنَّ الوضع المادي يعيقنا لكن نحاول جاهدين التنسيق مع المؤسسات الحكوميَّة مثل وزارة الماليَّة والأمانة العامَّة لمجلس الوزراء، للتكفل بالإنتاج الدرامي".
وتابع أنَّ "الدراما اليوم مهمَّة جداً يفترض أنْ نهتم بها؛ لأنها رسالة إنسانيَّة، وعلى الشبكة احتضان كل الفنانين العراقيين الذين لديهم قدرة على الإسهام ببناء الإنسان العراقي وصياغة المفاهيم الوطنية"، وبين "نتوجه نحو إنتاج تمثيليات شهريَّة، وهو جزءٌ من إنتاج ذاتي من شبكة الإعلام العراقي، وبدأنا بتنفيذ خطة موسَّعة لرمضان تضم أعمالاً جادة وكوميديَّة تختلف عن السابق".
وأصل رئيس مجلس الأمناء: "نعمل على تفعيل الدراما في الشبكة، ارتقاءً عما كانت عليه سابقاً".
 
إرجاع التمثيليَّة لأجواء الأسرة
من جانبه لفت عضو مجلس الأمناء محمد سلام: "بعد تسلمنا مهامنا في شبكة الإعلام العراقي حرصنا على إرجاع التمثيليَّة التي غادرت أجواء التلفزيون والأسرة العراقيَّة؛ وقد بدأت مديريَّة الدراما بإعادة التمثيليَّة إذاعياً ومن تقديمها على شاشة تلفزيون العراقية".
ونوه سلام: "تعمل مديرية الدراما حالياً على قراءة النصوص التي تقدم بها الكتاب وحصلت الموافقة على الصالح منها، متابعين العمل ميدانياً بالتواصل مع مدير الدراما وديع نادر لتقديمها في رمضان المقبل".
الى ذلك نوه مدير الإنتاج الدرامي المخرج وديع نادر، الى أنَّ "مديريَّة إنتاج الدراما في شبكة الإعلام العراقي تنهي موسمها لعام 2020 بتسجيل (جدران باردة) بطولة الفنانين: عزيز خيون وستار البصري وفارس عجام ومقداد مسلم وهناء محمد وآسيا كمال وإياد الطائي وعبير فريد وفاضل عباس وعادل نادر ونور حميد وعبد الأمير الصغير".
وأشار الى أنَّ "قصة العمل تحاكي الأسرة العراقيَّة وتطرح همومها، مؤكدة على التقاليد الأصيلة وترسيخ مبادئ الحب والاحترام بين أفراد الأسرة ودور الأم والأب في صنع مستقبل الأولاد وتوجيههم نحو الصلاح".
ولفت نادر الى أننا "ماضون وبقوة لإعادة وترميم التقاليد المهنية في العمل الدرامي تلفزيونياً وإذاعياً، منتظرين موسماً حافلاً بأعمال لكتاب ومخرجين كبار، والباب مفتوح لاستقبال المشاركات".
وأكد أنَّ "هناك خطة جديدة في العام المقبل لتفعيل دور التمثيليَّة الإذاعيَّة وتبث من إذاعة جمهورية العراق أسبوعياً، بواقع أربع تمثيليات في الشهر، فضلاً عن استمرار العمل بالمسلسلات المسموعة وتوزيعها بين إذاعات الشبكة".
 
شخصية إيجابيَّة
المخرجة رجاء كاظم قالت: "وجدت في النص مستوى سحبني من منطقة اشتغالي الإخراج التلفزيوني، الى الإذاعة".
وقالت الفنانة هناء محمد: "أؤدي شخصية أغادير وهي الأخت الوحيدة لأسرة عبد الغني السلمان، شخصية إيجابيَّة، تتعاطف مع أبيها الذي فقد ذاكرته".
وفي السياق أوضحت الفنانة آسيا كمال: "أم سامي.. شخصيتي في المسلسل، وهي تعمل معينة في دار المسنين". وواصلت أنَّ "المسلسل مكتوبٌ بشكلٍ جميلٍ جداً وبناءه رصين، وكلما كان اختيار الشخصيات صحيحاً يوفق العمل، والحمد لله توفرت كل شروط النجاح فيه".
الفنانة عبير فريد أكدت أنَّ "شخصيتي في المسلسل مركبة لأنها تدخل صراعاً مع نفسها.. سكرتيرة ابن البطل، التي تشهد أحداثاً غامضة"، وأفاضت: "سعيدة بعودة عجلة الدراما الإذاعيَّة التي توقر الفنان، والشبكة بهذا العمل كسر القفل الذي كبلنا منذ سنوات عديدة".
 
رفقة طيبة
الى ذلك أكد الفنان عزيز خيون: "سعيد جداً أنْ أعودَ للإذاعة بعد انقطاع فترة زمنية، كما أنَّ العمل الإذاعي لم يعد مثل الأول لقلة الأعمال رغم أهميته عند الناس".
لفت الى أنَّ "رفقة طيبة مع فنانين من أجيالٍ متلاحقة أؤدي شخصية المحامي جلال الذي يكيف القوانين لمصالحه الشريرة، وهذه الشخصية موجودة في زمننا هذا بكثرة"، وتابع: "العمل مكتوبٌ بعناية وبشكل ينتمي لهذا الزمن والى مشكلاته وما يعانيه الفرد 
العراقي".
الفنان ستار البصري من جانبه قال: "فرح بإذاعتي العريقة التي في يومٍ ما كنت مذيعاً فيها 1973"، أفاد "الأحداث تدور حول تشابه شخصيتين توأم وتجري أحداث جميلة جداً فيها عبر حكم ومواعظ لا أريد أنْ أسردها الآن وأترك المستمع يسعد بها، أتمنى على مديرية الدراما العراقيَّة أنْ يتحول هذا العمل الإذاعي الى تلفزيوني؛ لأنَّ فكرته جميلة وتتمنى الأسرة العراقيَّة أنْ تشاهد هكذا عمل ولنعود ثقة الدراما العراقيَّة بالأسرة العراقيَّة والعكس".
لفت الفنان فارس عجام الى أنَّ "أحداث المسلسل تواكب أحداث هذا العصر وما يمرُّ به الفرد العراقي من مشكلات، فكرة العمل تحمل الكثير من العبر والشخصيات التي نصدم بها والحالات التي أصبحت دخيلة على مجتمعنا وقد تناولها المؤلف بشكل ذكي باختياره أنموذجاً لهذه الحالات واستمر به بالتطور بهذه العمليَّة، أسند إليَّ دور شخصية رشيد المضمد في المستشفى كأي عامل لا حول له ولا قوة، يعيش على قوت يومه، بصدق وقناعة وطيبة، بعدها يمرُّ بمشكلات كبيرة في عمله، وهنا تبدأ الأحداث بالتصاعد".
 
لمسات فنيَّة حقيقيَّة
الى ذلك قال الفنان عبد الأمير الصغير: "اشتراك سعد هدابي ورجاء كاظم في هذا العمل أعتقد أنه أعطى لمسات فنيَّة حقيقيَّة يسعد أي فنان بها، شخصيتي هي عبد الرزاق ابن أخ البطل وأقوم بانتحال صفته طيلة غيابه بعد أنْ قالوا إنه مات، وكانت شخصية شريرة وبالأخير انكشف".
ونوه الى أنَّ "الفنان من دون أعمال يحكم عليه بالموت لأنه بطبيعته معطاء للجمال ويعيش على حب الجمهور الذي تربطه به علاقة المخيلة والعين".
رجح الفنان إياد الطائي: "شخصيتي هي الطبيب فاروق التي تتحدث عن الابن غير البار بوالده، يتعامل مع الأشياء بمفردات جافة يابسة تخلو من الوفاء". وشدد على أنَّ "هذا النوع من الدراما صعبٌ، يجيده المختصون بالدراما الذين لهم باعٌ طويلة، يعرفون كيفية إلقاء الكلمة وكيف يصل الى الجمهور او المستمع وكيف أداعب مخيلته، أعمل مع باقة جميلة من الفنانين وسعيد بهذه العودة التي أتمنى أنْ تستمر".
مضى الفنان عادل نادر: "هذه تجربتي الأولى في الإذاعة وسعيد بها وبدوري بشخصية الابن الاصغر الذي تحتضنه أخته الكبرى الفنانة هناء محمد وكيف يقفون بوجه مؤامرات الأخوة الذين ملأ الطمع قلوبهم.. أتمنى أنْ أوفق بهذا العمل، لا سيما وأنا أقف أمام نجومٍ كبارٍ 
من الفنانين".
ذكر مقداد مسلم: "أؤدي شخصية سامي الذي همشه المجتمع، وأجبرته الظروف على ترك الكلية كي يعمل في مهنٍ متلاطمة، مضطراً للبيع على الأرصفة متعرفاً الى سيئين انحرفوا به نحو الجريمة وبالتالي السجن".
وأضاف: "يوظفه المحامي جلال (عزيز خيون) في تصفية خصومه؛ ليترشح الى الانتخابات، واستفاق سامي من عالم الجريمة والضلال؛ ليبلغ الشرطة بآثام جلال".