لم تتأثر بسطياتهم وبضائعهم، ذات النصف جودة منذ الاسبوع الماضي، بعد أن اعلنت وزارة المالية ومعها البنك المركزي العراقي عن ارتفاع اسعار الدولار الذي اصبح يصل الى  145 الف دينار مقابل 100 دولار.  بائع الملابس المستعملة «البالة» خليل جبارة في منطقة الباب الشرقي، الذي ورث المهنة من والده منذ ثمانينيات القرن الماضي، ضحك وهو يتذكر ما قاله لزوجته قبل يومين، بانه لم يشاهد منذ زمن بعيد ورقة الـ100 دولار التي مازالت حلماً بالنسبة له، في كيفية الوصول اليها. 

اذ يقول: «لقد سمعت من اصحاب البسطيات الذين هم معي في السوق، بان فئات كثيرة من التجار واصحاب الأسواق والمخازن الكبيرة، قد تضرر البعض منهم، بينما ربح الآخر بسبب هذا الارتفاع المفاجئ».

مؤكداً أن «ملابسنا القديمة في البسطيات، بقيت اسعارها مستقرة، من اجل تمكن الشرائح الفقيرة من الشراء بمبلغ زهيد لا يتجاوز الـ5 آلاف دينار».  بينما يشعر الحاج ريسان جمعة (64 ) عاماً الذي يملك محلاً لملابس «اللنكات» في سوق مريدي شرق بغداد بالأمل، وهو يتابع اخبارالفضائيات العراقية وتصريحات بعض المسؤولين بأن «ارتفاع سعر صرف الدولار يصب في مصلحة الاقتصاد العراقي».  اضافة الى الانتباه للشرائح الفقيرة ذات الدخل المحدود، التي قد تتأثر بهذا الارتفاع، الذي يتزامن وهبوط مستوى رواتبهم.  المواطن سعد وهاب الذي تخرج من كلية الفنون الجميلة، فشل بعد محاولات عديدة في الحصول على فرصة عمل في مجال الموسيقى التي عشقها منذ الصغر، ليغني منذ افتتاح محل «البالات» امام بابه المقابل لساحة الرصافي اغنية المطرب كريم منصور الشهيرة «ان زاد ولا نكص»، فيردد معه الجيران تلك الأغنية بشغف كبير، لا سيما بعد أن عصفت بأذهان الناس فكرة كيفية تدبر امورهم بعد هذا الغليان في الأسعار الذي اصبح حديث الجميع.