سبتي طاهر أحد شعراء الأغنية الذين ظلمهم الإعلام

الصفحة الاخيرة 2020/12/28
...

كاظم السيّد علي

لا يختلف اثنان على أن حياة الشاعر الآن افضل بكثير من الماضي, فوسائل النشر متاحة والاصدارات كثيرة وانتشار القنوات الفضائية له دور كبير في تسليط الضوء على ما يكتبه من قصائد واغان وغيرها.
 واليوم نسلط الضوء على واحد من شعراء الاغنية الذين ظلمهم الاعلام ولم تستذكره المؤسسات الثقافية كوزارة الثقافة ونقابة الفنانين ولم يحفل الاعلام بالاهتمام بتجربته، على الرغم من كونه ابرز شعراء الأغنية  العراقية في عقد الخمسينيات والستينيات وكان مع زميله الشاعر عبد الكريم العلاف يمثلان القاسم المشترك لروح الأغنية، الا وهو الشاعر الراحل سبتي طاهر من مواليد ميسان العام 1921 و توفي  عام 1968.
اسم لامع في سماء الاغنية البغدادية خاصة والعراقية عامة، عرفناه شاعرا متميزا بخطه الشعري الغنائي في العاصمة بغداد التي عاش وترعرع فيها، وعاصر كبار شعرائها آنذاك، حتى رفد الساحة الغنائية بنتاجه الشعري العذب، كتب اجمل الاغاني التي تميزت بالصدق والاحساس وتستحق التخليد، كانت له بصمة واضحة بأصوات كبار المطربين، امثال ناظم الغزالي ورضا علي وعفيفة اسكندر ويحيى حمدي واحمد الخليل واحلام وهبي ونرجس شوقي وحمدان الساحر وسورية حسين ولميعة توفيق ومائدة نزهت وزهور حسين ووحيدة خليل واخرين، ومن اغانيه: "مسكين كلبي، اريد الله يبين حوبتي بيهم، بشرني بفرح، هلك منعوك، صباح الخير، اغار من الهـوى، لو ما الهوى، ميهمني حجي الناس، ومظلومة بهواك الروح»، وكذلك بأصوات عربية امثال نزهت يونس و نجاح سلام و سميرة توفيق، وراوية والقائمة تطول وبقيت هذه الاغاني علامة مميزة في الاغنية العراقية، فضلا عن الاغاني الاخرى.
ومنذ رحيله والى يومنا هذا بقيت اصداء تجربة سبتي طاهر في الغناء قائمة بذاتها، وذلك لان الاغاني التي كتبها هي " تعبير عن كشف روحي لشخصيتنا العراقية في الغناء"، هكذا وصفه الناقد الموسيقي الراحل عادل الهاشمي .
منذ رحيله الى عالم الخلود الابدي في العام 1968 ترك لنا نتاجا ثرا وقوة تعبيرية فائقة وخيالا خصبا، بفضل ما يمتلكه من حس مرهف واختياره الرائع للمفردة البغدادية في النص الذي يتسم بالرصانة، ستبقى اغانيه خالدة في ذاكرة الاجيال تتوارثها جيلا بعد جيل. 
وان الايام لايمكنها أن تمحوها من وجدان محبي الاغنية العراقية. 
نوجه عناية الجهات الفنية والثقافية باستذكار هذه القامة الشعرية واستعادة تاريخه ليتعرف الناس على تجربته الابداعية وتكريمه، مثلما حصل مع المبدعين 
من امثاله.