عبد الجبار الدراجي.. صوت بغدادي بروح ريفيَّة

الصفحة الاخيرة 2020/12/28
...

بغداد:  نورا خالد 

تصوير:  نهاد العزاوي

استذكرت جمعية الموسيقيين العراقيين الاسبوع الماضي المطرب الراحل عبد الجبار الدراجي في نادي العلوية كرمز من رموز الغناء العراقي الذي اسهم ببناء تاريخه الخالد باغانٍ، ظل المجتمع العراقي يتذكرها بالتذاذ. 

ابتدأ رئيس جمعية الموسيقيين العراقيين كريم الرسام الحفل بكلمة قال فيها " للدراجي مدرسته الغنائية العراقية التي تحسب له باسلوبها المميز، كونها اضافة مهمة للاغنية العراقية المتعددة الاشكال والالوان، اذ قدم الراحل اسلوبه الريفي والبغدادي او ما نسميه غناء ريف المدينة، اضافة للموال الذي حضر بغنائه من خلال الجلسات والحفلات العامة والخاصة، هو من كتب النص الغنائي لمعظم اغانيه ولحن تلك الروائع الغنائية التي اصبحت ذائقة عراقية وعربية". 
واضاف الرسام " الراحل يعد سفيرا لاغانينا العراقية التي لحنها وادتها اصوات عربية وخليجية ومن كلا الجنسين". وختم الرسام حديثه" قامة فنية قدمت عطاءها لاكثر من خمسة عقود لا تكفيها كلمة او جلسة فالمنجز كثير وذو رصانة"،
بعدها ادى الفنان جواد محسن اغنية " مكتوب مكتوبين " التي لاقت استحسان وتفاعل الجمهور الحاضر.  
اول المتحدثين كان الباحث الموسيقي حيدر شاكر الذي اشار الى ان " الدراجي واحد من المع مطربي الريف والمدينة، اذ كان له الفضل الكبير في شهرة عدد من الفنانين، كما ان الراحل كان يكتب ويلحن اغانيه بنفسه". 
"علمتني شلون احبك" اكثر الاغاني شهرة للراحل اداها الفنان خضير عباس وسط تصفيق الجمهور الذي ردد الاغنية مع المطرب بحماس كبير.  
الناقد الموسيقي سامر المشعل اوضح ان " تنقل الدراجي الدائم من بغداد الى جلولاء ثم كركوك لان والده عسكري وسع من تذوق وسماع عبد الجبار، واخذ يغذي ذائقته بالوان الغناء والاطوار، وهذا يفسر قدرته ودربته على تقديم الوان الغناء من البغدادي والريفي والبدوي والسويحلي، فضلا عن ان بدايته كانت عربية اي انه كان شديد التأثر بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الاطرش، وعندما بدأ يقلدهما، وجد مزاج الناس وتفاعلهم معه عندما يغني الريفي، ولا يخفي عبد الجبار الدراجي تأثره بالمطرب حضيري ابو عزيز واعجب بطريقه اتجاهه من الريف الى الذائقة المدنية في الغناء ولغة الخطاب الثقافي" .
واضاف المشعل " كانت علاقة الدراجي وثيقة بالقراءة والكتاب وكان ذا شخصية مبهرة في الحديث والحوار ورغم موهبته الفطرية، لكنه اثار اعجاب كبار الموسيقيين، عندما تقدم الى الاذاعة والتلفزيون واختبر من قبل عمالقة الموسيقى بالعراق وهم جميل بشير وجميل سليم وغانم حداد، حتى انه بعد الاختبار سأله جميل بشير: من اين استقيت معلوماتك الموسيقية؟، فأجابه: "انها مدرسة الحب"،و قال عنه فاروق يوسف انه كان بغداديا بمزاج ريفي رقيق".
اول اغنية للدراجي هي" تانيني صحت عمي يا جمال " غنتها الفنانة غادة ثم غنى كل من الفنانين طلال علي ومجدي حسين وعامر العلي والفنان توفيق العبد الله اغاني الراحل المشهورة والقريبة الى اسماع الجمهور، وفي ختام الحفل قدم رئيس جمعية الموسيقيين الدكتور كريم الرسام درع الابداع لاسرة الفنان عبد الجبار الدراجي، تسلمه 
ابنه ستار.