أحلام وهبي: لقائي بفريد الأطرش كان أجمل يوم في عمري!

الصفحة الاخيرة 2021/01/04
...

عبد الجبار العتابي
ما أن سألت المطربة أحلام وهبي (1938 - 2020) أن تنتقي لي يوما من عمرها له خصوصية في نفسها، حتى ارتسمت على شفتيها ابتسامة مفعمة بالحنين، كانت هي المسافة ما بين سؤالي وجوابها الذي حمله لي صوتها الواضح البهيج بنبراته المحببة، حتى سمعتها تقول كأنها تهمس لنفسها متسائلة: (يوم لا انساه!)،
 ولم تأخذ وقتا طويلا، حتى قالت بثقة وكأن الجواب كان على طرف لسانها: هو ذلك اليوم الذي التقيت فيه المطرب فريد الاطرش (1917 - 1974)، ثم اضافت بصوت يفيض محبة، وما ادراك ما فريد الاطرش، الموسيقار الكبير الرائع الانسان الاجتماعي الجميل، صاحب النفس الطيبة الذي يحب كل
 الناس.
ثم سكتت قبل أن تحكي لي حكاية ذلك اللقاء وما بعده، حيث كان نقطة انطلاق لعلاقة وطيدة طويلة، واضافت: كان ذلك في أحد ايام شهر شباط من العام 1967 ، كان عمري آنذاك 29 عاما، (فأنا من مواليد 1938)، وكنت مدعوة مع مجموعة من المطربين في حفلة في لبنان منهم نجاة الصغيرة، شريفة فاضل،لبلبة، محمد رشدي وغيرهم، في هذه الليلة رأيت فريد الاطرش، وكنت أتمنى أن أذهب لأتعرف عليه وأحدثه، وظلت هذه الأمنية في نفسي، حتى وأنا أصعد على خشبة المسرح، لأقدم بعض أغنياتي، فغنيت (سبعتيام) ثم اغنية (هاي من الله قسمتي) اضافة الى اغنيتين خليجيتين، وما أن انتهيت من مشاركتي الغنائية هذه، حتى وجدته يأتي اليّ ويهنئني على ما قدمته وهو يقول لي (ان صوتك جميل وقد اعجبني جدا)، ثم اضاف: (لماذا لا تأتين الى مصر،فسيكون لك شأن آخر) ووعدني بالمساعدة فقلت له: ان شاء الله اذا سنحت الفرصة، كانت تلك اللحظات مفاجأة بالنسبة لي، فأنا التي كنت أتوق الى التعرف عليه وكنت سعيدة جدا بهذا اللقاء .
وتابعت أحلام: وانتهى اللقاء في ما بيننا هذه الليلة، لكنه لم ينته عندي وقد تركت كلماته وتهنئته لي اثرا كبيرا في نفسي، على الرغم من انني تصورت ما قاله حول دعوته لي لزيارة مصر مجرد كلمة
 عابرة .
واستطردت: هذا اللقاء، جعلني حين سنحت لي الفرصة بزيارة القاهرة، بعد أن اتصلت به من المطار، فأرسل لي سائقه الخاص واستقبلني في بيته استقبالا جميلا، وهو الذي يحمل للعراقيين في نفسه محبة خاصة، وخلال فترة وجودي هناك ساعدني كثيرا وكان سندا لي في القاهرة، اذ ادخلني الاذاعة المصرية وتعرفت من خلاله على الوسط الفني المصري.وختمت احلام وهبي استذكارها بالقول: إنَّ ذلك اليوم الذي تعرفت فيه على فريد الاطرش ما زال الأقرب الى نفسي الذي اتذكره دائما.