مآب عامر
(عرافة عاشقة، خفية/ تهمس دائما في أذني أن/ عنادل العراق تغط حناجرها/ كل يوم قبيل أن تنام/ في بحيرة الليل، ليل دجلة/ والفرات حنينا إلى شهرزاد- أدونيس).
اِحتفت مجلة الأقلام بتسعينية أدونيس عبر ملف العدد الذي صدر بحلته الجديدة عن دار الشؤون الثقافية العامة- وزارة الثقافة العراقية.
حمل العدد الذي كان برئاسة تحرير الدكتور عارف الساعدي مع ملف أدونيس مجموعة شيقة من موضوعات الحداثة المعنية بالفكر والفلسفة والنقد، فضلا عن مفاجأة (هدية العدد)، وهي كتيب من الحجم الصغير، يضم بين صفحاته الـ (200) العدد الأول من المجلة، والذي صدر عام 1964.
قدحت فكرت الحوار مع أدونيس، كما يقول الساعدي، بعد الاستجابة العظيمة التي انطلقت من خيرة الكتاب والنقاد والشعراء العرب، دعما لهذه المجلة الرائدة، لذلك تواصلت مع أدونيس إذرحب وبارك إدارة المجلة الجديدة.
والاحتفاء بتسعينية أدونيس كان عبر (30) سؤالا نقدياً عميقاً: (هناك سرد روائي أعُدّهُ، شخصياً، فصيلة، عالية من فصائل الشعر.. الشعر شجرة كونية- مُصغر لتلك الغابة الكونية التي تحتضن الأرض علواً وعمقا.. القصيدة الموزونة، هي نفسها ليست إلّا تنويعاً، في هذه الشجرة. وإذا كانت الشعرية هي في الوزن حصراً وفي حدّ ذاته، فلماذا نرى أن معظم الشعر الذي كتب ويكتب وزناً لا قيمة له فنياً وإبداعياً)، يجيب
أدونيس.
يبحث العدد أيضاً في ذاكرة مضى عليها أكثر من ( 30) عاماً عن زمن مهرجانات الشعر الشعبي والفصيح، يوم كان ينمو وينبت على أفواه طلاب المدارس والجامعات العراقية، وينظم لهم مسابقات التنافس
الشعري.
عن ذاكرة نصف قرن نتحدث حيث مرّ على مجلة الأقلام العراقية.. وقد خلدت من خلال ما خطته صفحاتها عبق من أقلام المفكرين العراقيين والفلاسفة، وزينت هذه الأعوام الطويلة رصانة النقد العراقي، فضلاً عن تمتعها الجريء في طرح نقاشات وقطع أواصر التابوهات التي تتجنب الخوض فيها بعض المجلات.
ومن أهم التابوهات الحالية والتي كانت مجلة الأقلام تستهدفها في عددها الأول هي السياسة، فكانت تحرص باهتمام خاص على العدالة الاجتماعية وأصالة الهوية
العراقية.