جوان جمال
انتهى العام 2020 وجاء 2021 بعد انتظار طويل وصبر شديد ليس من قبل العراقيين فقط بل من كل شعوب العالم بعد أنْ تحول 2020 الى كابوس ارتبط بموت الأحبة وتوقف المصالح وانتشار جائحة كورونا التي أرعبت الكبير قبل الصغير والقوي قبل الضعيف.
عراقياً فقدنا أكثر نجوم الفن والرياضة شعبيَّة فقد صدم الشارع العراقي بوفاة النجوم أحمد راضي وناظم شاكر وعلي هادي نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، وخسرنا ألمع الأطباء والعاملين في المستشفيات مع أعزة آخرين.
وتمكن الفيروس من تخريب الاحتفالات وتشتيت التجمعات وأفشل مساعي الشعوب في الترابط الاجتماعي المباشر من خلال الحشود البشريَّة في المسارح والحفلات وملاعب كرة القدم والمهرجانات الشعبية التي تنظمها دول العالم عبر قاراته الخمس التي انكمش سكانها هاربين من الشوارع الى
المنازل.
حتى احتفالات رأس السنة الميلاديَّة وطقوسها التي انتشرت في كل أنحاء العالم تعطلت هذا العام، فلم يخرج بابا نوئيل الى الشوارع لتقديم الهدايا للأطفال ولا تتجمع حشود الناس حول الأشجار الملونة التي ترمز لنهاية عام وبداية عام حيث الصخب والرقص والابتهاج تحت منظر الألعاب النارية التي تزين سماء مدن العام.
لذلك فإنَّ كل الأنظار اليوم تتجه الى العام الجديد 2021 واحتفل الجميع بقدومه عبر شاشات التلفزون وشبكات الانترنت، مرحبين بقدوم العام الذي جاء مع اكتشاف لقاحات جديدة وطرق وقاية جديدة ربما تنجح في القضاء على الفيروس وإنعاش آمال الشعوب وآمالنا في عودة الحياة الى سابق عهدها ليعود الناس يتجولون آمنين في الأسواق والمتنزهات والمقاهي والمطاعم من دون قلق أو خوف.
لقد فرض علينا 2020 أنْ نكمل أعمالنا وندرس ونتسوق ونتواصل ونجتمع عبر أجهزة الموبايل أو الأجهزة اللوحيَّة، ومن الوارد جداً أنْ نستمرَّ في هذه الممارسات حتى بعد زوال الجائحة وحينها يتحول التباعد من إجراء وقائي الى سلوك اجتماعي وهو ما نخشاه في العام الجديد هذا.
والأهم من ذلك كله أنَّ العام 2021 يحمل أمنيات وأحلاماً ومشاريع مؤجلة من 2019 لم يحققها لنا 2020 الذي أرغمنا على التوقف وتجميد مشاريعنا لذلك سيكون عاماً مليئاً بالعمل والسعي والتفاؤل، لا سيما معه نبدأ عقداً جديداً وهو العشرة الثانية من القرن الواحد والعشرين.
هذا كله يدعونا للتفاؤل والعمل من أجل صناعة عام أجمل يمحو آثار 2020 المليئة بالموت والقلق والخوف من
المجهول.