عيد ميلادي

منصة 2021/01/04
...

 لانا عبد الستار
 
في كل مرة وعلى مر سنوات كثيرة تفاجئني أكثر من السنة التي قبلها، لأحتفي بمفاجآتك الابتكاريَّة أكثر من احتفائي بسنة جديدة من عمري.
لا أنسى يوم أنْ دخلت بيتنا لأجد أنك ملأت الهول بحبال زينة مضيئة تتدلى منها صور كلها لي في مختلف مراحل حياتي، كانت ابتكاراً جميلاً للغاية.
وفي سنة من السنوات دخلت بيتنا لأجد ممراً طويلاً من الورد الجوري الأحمر والشمع يمتد من باب البيت حيث غرفة نومنا وكأنك تقول لي سنة جديدة.. حب جديد.
في كل سنة اسأل نفسي من أين تأتيك هذه الأفكار؟ وكم استهلكت من وقتك وتفكيرك لتنفيذها؟
لم تغفل يوماً عن عيد ميلادي، هو مقدس بالنسبة لك أكثر مما هو بالنسبة لي، أكثر يوم تحتفل به في السنة، أكثر من الفلنتاين ورأس السنة وكل الأيام.
كيف لي ألا أحبك؟ يكفيني فقط من حبك هذا الاهتمام المهول والذي أجده أحياناً مبالغاً به.
الكيكة التي أنفقت شهراً كاملاً وأنت تصممها لتكون شكلاً جديداً لم يُعمل من قبل وكانت فعلاً تحفة فنيَّة لدرجة أنني وأنا أقطعها معك كنت أخشى أنْ تنخدش كما كنت دوماً تردد لي جملة: لن أخدش فرحك يوماً.. كنت تشجعني وأنت تهمس في أذني: لا عليك هي لك... صممت لكي تقطعيها بيدك 
الجميلة.
حبك العظيم لي يظهر في كل تفاصيل حياتنا ولكنه يتجلى في يوم ميلادي... أنت تقول إنك تحتفي به لأنَّ الله وهبك إياني في هذا اليوم ولولا هذا اليوم لما كانت هدية الرب لك.
أعود الآن من العمل مساءً وأنا أقود سيارتي وأفكر ماذا سأجدُ من جنونك الليلة أمامي؟ أي ابتكار ستنفذه الليلة؟ إبداعك أين وصل هذه المرة؟ في كل مرة أعتقد أنَّ الأفكار قد نفذت ولكن تثبت لي أنَّ طاقة الحب الجارفة لديك تغذي مخيلتك دوماً بأفكارٍ مجنونة تثير رغبتي بالحب، وتؤكد لي مقولتك الدائمة أنك ستحافظ على فرحي دائماً وأنه لن ينخدش
يوماً.