ألفريد سمعان.. راهب الأدب والبياض في ذمة الخلود

الصفحة الاخيرة 2021/01/05
...

 بغداد: ضياء الاسدي
 
 
"وداعاً أبا شروق، لقد تركت في قلوبنا دمعاً لن يندمل، ووجعاً حارّاً يسحق الروح، يبكيك اتحادك، وتبكيك المنصّات والمحافل والكلمات والحروف، زملاؤك وأبناؤك على خطاك البيض، يستلهمون منك الأمل والنقاء، فدُم خالداً يا راهب الأدب والثقافة 
والاتحاد".
بهذه الكلمات الشجيّة، نعى اتحاد الأدباء والكتاب في العراق يوم أمس الثلاثاء، المناضل والشاعر والمحامي الكبير الفريد سمعان، الذي وافته المنية امس الثلاثاء في العاصمة الاردنية عمان.
بأشد عبارات الحزن، كتب رفيق دربه الناقد فاضل ثامر" رحيل ألفريد سمعان خسارة لا تعوض للثقافة العراقية، كان الراحل شاهداً على مراحل مهمة من تاريخنا الوطني والثقافي منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، كان ناشطاً فاعلاً وفي قلب الاحداث. فقد شارك في النضال السياسي ودخل السجن في نهاية الاربعينيات كما دخله ثانيةً بعد انقلاب 1963 الاسود وجمعنا سجن نقرة السلمان حيث عملنا معاً على تنشيط الفعاليات الثقافية والفنية والفكرية، وداعاً ابا شروق يا من نذرت حياتك لمجد الكلمة والوطن 
والحقيقة. 
بحروف تفيض حزنا نعاه الكاتب ياسين الأنصاري قائلا: "الرحمة للشاعر المناضل الفريد سمعان، كان رمزا وقدوة وكائنا افنى عمره بحب وطنه وحزبه  والثقافة، وناضل في ميادين مختلفة من اجل حق المثقفين في العيش والكرامة، وضرب أنموذجا للإنسان المكافح الذي لا يساوم ولا يدعي بغير ما يملك من معرفة".
برحيل الفريد سمعان خسرت الثقافة العراقية شاهد عصر امتاز بنقاء موقفه ووضوح روحه المتسامية الكبيرة، كما يقول الشاعر كاظم غيلان الذي رافق الراحل ردحا من الزمن، ويؤكد ان" الفريد سمعان عاصر أجيال الثقافة العراقية ونضال شعبه، طاف سجون العراق منذ وقت مبكر من عمره الذي اجتاز تسعة عقود عاصفة بالأحداث فكان يزداد صلابة ونقاء سريرة وسيرة". 
مضيفا ان" للفقيد أثرا مضيئا خالدا في تاريخ اتحاد أدباء العراق منذ تأسيسه بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958، مثلما له الدور القيادي المتميز في استعادة هويته الوطنية الحقة بعد سقوط النظام الدكتاتوري 2003 وقد اسهم وبقوة في بناء هيكله التنظيمي، لقد شكل رحيل سمعان خسارة مفجعة لكل من عرفه، لقد كان صديقا للجميع وابا حنونا للجميع، فيه من التسامي والترفع عن الصغائر الكثير". 
ليختتم بالقول :"خسرناك يا ابا شروق في وقت اشتدت به حاجتنا لوجودك بيننا لكنه الموت وحتميته".