د . صادق كاظم
100 عام مضت منذ أن تشكل اول فوج للجيش العراقي في السادس من كانون الثاني من العام 1921 لتكون الخطوة الاولى نحو مسيرة جيش اختلطت فيها مهام الحروب والتدخلات في السياسة وصناعة التغييرات والثورات، التي كانت جزءا من تاريخ العراق الحديث.
خمس حروب وأربعة انقلابات تحسب للمؤسسة العسكرية العراقية التي كانت تجمع بين الارث العثماني والتقليد البريطاني، حيث خاض الجيش العراقي المئات من المعارك في مختلف الازمنة والحقب، لكن ابرزها كانت خلال حربي 1948 و1973 ضد الكيان الصهيوني، حيث كان الجيش العراقي من أشجع الجيوش التي واجهتها الصهاينة باعترافها، فقد حافظ الجيش العراقي على مساحات واسعة في الاولى واغلق الطريق في الثانية بوجه الصهاينة لاحتلال دمشق، بل ان طائرة عراقية قاصفة يتيمة وحدها من وصلت الى مدينة تل ابيب خلال حرب الايام الستة عام 1967 واستطاعت ان تلحق خسائر كبيرة في صفوف، قبل أن تنفد منها الذخيرة وتسقط ويستشهد طاقمها، وهذا الجيش هو من قام بثورة تموز لعام 1958 التي غيرت مسار البلاد وشعبها صوب التقدم والتطور، بعد ان كان بلدا متخلفا يتحكم فيه الاستعمار ورجالاته، فضلا عن الاقطاع والجهل والتخلف. لقد كان الجيش بعد وصول البعث الاجرامي الى السلطة بعد انقلاب تموز 1968 عرضة لعمليات تدمير وتخريب ممنهجة قام بها النظام، الذي زج بهذا الجيش في حروب ومعارك لم يكن لها اي مبرر او ضرورة، خصوصا خلال حربي 1980 - 1988 مع ايران و1990 - 1991 بعد احتلال الكويت، حيث تعرض نتيجة لهذه الحروب الى خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن فقدان معداته وأسلحته. لقد قام الجيش العراقي الباسل وبعد التغيير العام 2003 بأدوار بطولية في حفظ النظام والاستقرار وفي مواجهة عصابات الارهاب والاجرام التي تدفقت على البلاد من اجل استباحة ارضه ومقدساته، حيث كانت القوات المسلحة الطود الشامخ، الذي تصدى لهذه العصابات والتي تجسدت بمعارك التحرير الكبرى بعد العام 2014 ، حيث انجزت القوات المسلحة وبمختلف صنوفها كل الصفحات التي اوكلت لها وسطر ابناء تلك القوات اروع الصور البطولية في الشجاعة والتضحية والفداء، التي انجزت ملحمة النصر التي توجت بطرد الارهابيين الغزاة من كل بقعة من ارض الوطن.