سعيد المرهج يقرأ النظريات السردية بطرائق مغايرة

ثقافة 2021/01/09
...

  البصرة: صفاء ذياب 
 
بعد أن أصدر أكثر من كتاب في النظرية النقدية والمناهج النقدية، يقدّم الدكتور سعيد عبد الهادي المرهج في كتابه الجديد (في السرد والنظرية السردية.. قراءات في النظرية الروائية والإبداع الروائي) مفاهيم جديدة في تطبيقات على نماذج روائية ونقدية مختلفة، مستنداً إلى مرجعيات غربية وعربية فيها. وفي مقدمته للكتاب، يشير المرهج إلى أنه أراد من هذا الكتاب أن يقف على بعض مما لم يشغل النقاد العرب في النظرية النقدية، لاسيّما ما قدّمه روجر فاولر من اشتغال نظري ربط فيه بين الدرس اللساني والنظرية السردية. ومن خلال فاولر توقّف سعيد عند أثر اللسانيات الوظيفية، وهو ما لم يتوقف عنده إلا قلة من المختصين. كما سعى المرهج لاستكمال البعد النظري- النقدي بالوقوف والمراجعة لتجربة الناقد الدكتور جابر عصفور في النقد الثقافي مستنداً إلى سعة أفق عصفور التي جعلت منه ناقداً ثقافياً من دون الإعلان عن ذلك. هاتان المرجعيتان النقديتان اللتان سار المرهج على نهجهما، جعلتاه ينحو بتطبيقات الكتاب إلى خطوط مختلفة، فخرج الكتّاب بستة فصول، هي: النقد اللساني وتحليل البنى السردية (قراءة في تجربة روجر فاولر النقدية)، بعث الشعر ونهضة الرواية (جابر عصفور قارئاً الرواية العربية)، الذات الممزقة- دراسة في أدب المهجر العراقي رواية (تحت سماء كوبنهاغن أنموذجاً)، الرواية العراقية والتحول القيمي (قراءة في رواية مدينة الصور)، الجني بوصفه كناية (قراءة في رواية التشهي لعالية ممدوح)، وأخيراً: العودة إلى أسئلة التنوير (قراءة في رواية موسم صيد الغزلان). هذه الفصول الستة جعلت المرهج يخرج بنتيجة بيّن فيها أن مساحة النقد اللساني، التي يطرحها فاولر قادرة على منحنا منهجاً يمكن له أن يتجاوز الأحادية التي عرفتها العديد من المناهج السائدة، مثل منهج جينييت، وتأكيده الجانب الفني، ومنهج غريماس، وتأكيده الجانب الثيماتي. والأحادية الأعمق التي عرفتها الدراسات الأسلوبية في بعديها العربي والعالمي. مؤكداً أن مجالنا النقدي بحاجة إلى أن يتسع برؤاه في الوقوف عند مختلف الاتجاهات النقدية. من جانب آخر، فإذا كانت اللسانيات وجه المرآة، فإن وجهها الآخر هو الدراسات الثقافية المتمثلة بدرس جابر عصفور لاعتماده منهجاً فيه من الحداثة ما يجعله غريباً على ذائقة المختص الذي اعتاد التحليل البنيوي أو الأسلوبي وما شاكلهما. وحداثته وليدة اقترابه من النقد الثقافي، نتيجة تطور داخلي للرؤية المنهجية للناقد أكثر منها بنتيجة المؤثرات الخارجية. الكتاب صدر عن دار دجلة الأكاديمية ببغداد، بواقع 176 صفحة من القطع المتوسط.