اجتهدت الدراما العراقية في مديرية الدراما ومديرها المخرج الصديق(وديع نادر) في شبكة الاعلام العراقي حيث تألفت لجنة مصغّرة مكوَّنة منّي ومن الصديق الكاتب حسين علاوي إذ عملنا جاهدين على تجهيز روايات عراقية قابلة لأن تتحول إلى سهرة درامية تنتجها قناة العراقية وتنطلق من مديرية الدراما تحديداً، فقد هيَّأْت ثلاث روايات، الأولى للراحل الكبير محمود عبد الوهاب والثانية (القلعة الخامسة)لفاضل العزاوي والثالثة رواية (عركشينة السيد) للدكتور سلمان كيوش، ورواية الراحل محمود عبد الوهاب تحولت إلى سهرة تلفازية (الصورة والذاكرة) سيناريو وحوار حسين علاوي تتناول حياة شخصية من البصرة مهتمة بفضاء المكتبات وعالم الكتب ومتابعة سيرة حياة صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود تضم أربعة أشخاص التقطت في عام 1942 ومن خلال هذه الصورة تتدفق مشاهد وصور وذكريات بصرية في عيون مثقف عراقي من البصرة يستقرئ الحياة القديمة ليعيش لذة المكان وحميمية روحه البصرية التي أضفت على العمل مذاقا خاصا لحياة البصريين الذين أحبوا مدينتهم وعشقوا ماضيها وتراثها الزاخر بالحياة والجمال والتفرّد، في هذه الصورة القديمة شقيق الكاتب (البطل) الذي كان وقتها صبيا، الا أن زمن كتابة الرواية كانت بعد عام 2003 وهو ما يعطي للعمل زخما مضافا في تأمل الماضي القريب لحياة الناس وما حدث بعد ذلك من خلال هذه الصورة بحيث تتحول إلى وثيقة تجمع بين حياة وحركة وكلام وتناغمات، فضلا عن كل ذلك فإن الثيمة الرئيسة توظّف قصصا قصيرة تسرد حياة بعض شخصيات الصورة الأحياء وهم يتشبثون بحياة تبدو بعيدة منهم، هذا العمل الدرامي يحتفي بالمكان البصري بامتياز، أجواء المدينة ونكهتها أسواقها القديمة وأزقتها ومكتباتها وكأنها عودة لذلك الزمن البصري الذي تشكلت من خلاله الشخصية البصرية المثقفة الفاعلة التي تفاعلت مع الواقع وسيرورته في الزمان والمكان، أحداث العمل تجري في الماضي لكن زمن الرّوي والحدث والحركة هو الوقت الحاضر، فهي انتقالات زمانية بين ماضي المدينة وحاضرها الذي يدور حول شخصيات الصورة الفوتوغرافية القديمة، يلخّص هذا العمل الدرامي والرواية تاريخ مدينة وسيرة شخصيات تحمل روح الماضي من خلال تطور الحياة في الواقع المعيش، انه بداية طيبة للكاتب حسين علاوي ولمديرية الدراما ولقناة العراقية وهي تحتضن أعمالا درامية عراقية خالصة تحتضن زخم الفن وروح عبق المدن وتاريخ أزقة الروح المتشبثة بحب الوطن.