فرشاة حلاقة.. عمرها أربعون عاماً

الصفحة الاخيرة 2021/01/11
...

 بغداد: سرور العلي

 
 
بين الحين والآخر، يخرج محمد صبيح فرشاة حلاقة، عمرها اربعون عاماً، ليتمعن بما حل بها طوال تلك السنوات، واحياناً يستعملها اثناء حلاقة ذقنه، مستذكراً بعض محطات تلك الرحلة الطويلة التي رافقته فيها هذه الفرشاة.
ويقول صبيح موضحاً:" منذ العام 1980 وهذه الفرشاة معي، وقد اقتنيتها عندما التحقت بالخدمة العسكرية الالزامية، وبقيت استعملها حتى العام 1995، ثم قررت الاحتفاظ بها بعد
ذلك".
وعن سبب احتفاظه بها يقول صبيح:" كانت رفيقة لي في مجمل الظروف التي عشتها، لا سيما اثناء الحروب، وفي ظروف عصيبة ومزعجة كثيرة، واعدها جزءاً من حياتي التي عشتها، وتحفة عزيزة من تحف الماضي بيسره وعسره". وتبدو الفرشاة مليئة بالشقوق والندوب بعد هذا العمر الطويل، فقد تساقط صبغها الاساسي، وشحبت قطعة الخشب المصنوعة منها، لكنها مع ذلك قادرة على اداء مهمتها بصورة 
جيدة.
ويؤكد صبيح" ذات يوم تعرض ملجأنا للقصف ونحن بعيدون عنه، واحترقت وتناثرت اغلب موجوداته، وحين بحثنا عنها، كان من حسن الحظ، اني عثرت على هذه الفرشاة قريباً من الملجأ بعد أن طارت منه بدفع من عصف
التفجير".
ويضيف صبيح:" لدي الكثير من الاصدقاء الجنود الذين ما زالوا يحتفظون باشياء عزيزة من الماضي، فاحدهم يحتفظ برتبته العسكرية، وآخر بقيطان كتف احمر، وثالث بزمزمية ماء، وغير ذلك الكثير، وذلك نوع من التقدير لأشياء عاشت معنا في أحلك 
الظروف".