حكاية حرير

ثقافة 2021/01/11
...

 
الفراق والهزيمة وانطفاء الروح تدريجياً وموت الشغف، مشاعر متداخلة مؤلمة تجسدها الكاتبة الكويتية الشابة فاطمة البلوشي في روايتها "الرابعة هجراً.. حكاية حرير"، التي أصدرتها مؤخراً عن دار سبارك للنشر والتوزيع.
وتسلط الكاتبة الضوء خلال رواياتها بشكل عام -وفي روايتها الرابعة هجراً- على التفاصيل الصغيرة القادرة على إصابة الإنسان بالإحباط، كما ترصد مشاعر الألم التي تكون غالباً بوابة الطريق للموت الكبير، مرجحة فكرة أن هذه الحياة لا تحب الجميع، ولهذا تهدي البعض الفراق على طبق من ذهب.
وتدور أحداث الرواية عن شخصية البطلة "حرير"، التي تخضع لسلطة جدتها التي تتحكم في كل أفراد الأسرة، ما يدفعها إلى كتابة يومياتها على مدى 7 سنوات متواصلة في محاولة للفضفضة مع الذات. حرصت حرير على إخفاء دفاتر يومياتها الخاصة في خزانة الملابس التي تحوي ممراً سرياً يؤدي لغرفة صغيرة.
وبعد موت حرير بسنوات عدة يصبح المنزل مهجوراً، وتعود ابنة أختها من الخارج لعرض البيت للبيع، فيأتي رجل من أثرياء البلدة لشرائه بكل ما يضمه من مقتنيات.
وبعد انتقال الثري للعيش في منزله الجديد يتجول في أركانه، فتأخذه قدماه إلى تلك الخزانة السرية، ويجد مذكرات حرير، ويقلب بين صفحاتها ويغوص في تفاصيل يومياتها، وأوجاعها وذكرياتها التي لم يكن يعلمها أحد.
تميل كتابة البلوشي للتطرق لموضوعات الخوف والرعب النفسي وحالات فصام الشخصية والاكتئاب، وتسليط الضوء على البيئات المتباينة التي تعيش فيها شخصيات أعمالها الروائية.