تشارك مسرحية للمخرج أنس عبد الصمد "نعم غودو" في "مهرجان بغداد" الذي افتتح في الرابع والعشرين من الشهر الحالي في مدينة بوزانسون الفرنسية، إلى جانب سبعة أفلام عراقية.
يصوّر عبد الصمد في مسرحيته مدينة عراقية دمّرتها الحرب، وطيراً في قفص ومعطفاً معلّقاً قرب صورة للكاتب صمويل بيكيت صاحب مسرحية "بانتظار غودو" الشهيرة التي تتحدث عن شخصية ينتظرها الكلّ،
ولا تأتي.
يخلو العرض المسرحي من الكلام، بل يعتمد على الإيماء للحديث عن العنف الذي ينتاب العراق منذ سقوط نظام صدام حسين.
وأطلق أنس على فرقته المسرحية اسم "فرقة مسرح المستحيل"، في إشارة إلى الصعوبات التي تعرقل نموّ هذا الفنّ في العراق واستحالة التكسّب منه.
لكن رغم هذه الصعوبات، صمم مسرحيته الجديدة "نعم غودو" في بغداد، وقدّم منها ثلاثة عروض في بوزانسون.
وعلى امتداد 45 دقيقة هي مدة المسرحية، لا يُفرض شيء على الجمهور، بل "لكل واحد منهم غودو الخاص به وهو ينتظره".
لا ينوي أنس عبد الصمد مغادرة بلده، بل ينوي البقاء لمناصرة فكرة أن "المسرح هو شكل من أشكال الأمل، ولإظهار أن الحياة تستمر وتنتصر".
ويرى أن الإنترنت فتح آفاقاً جديدة للمسرحيين العراقيين، ويقول "من ذي قبل، كنا نقدم عروضنا في إطار ضيّق ولجمهور صغير. لكن بفضل الإنترنت عرفوا عنا في الخارج وصرنا نقدم عروضنا في كل العالم"، من القاهرة وعمان وتونس إلى إسطنبول وروما
وطوكيو.
وإضافة إلى هذه المسرحية، تعرض سبعة أفلام عراقية في موسم كانون الثاني من مهرجان بغداد، ومن المقرر أن تفتتح دورة ثالثة في أيار المقبل.