أفكار في الدرس الفولوكلوري

فلكلور 2021/01/13
...

باسم عبد الحميد حمودي
 
(هذا المقال الموجز أقدمه هدية تؤرشف للباحثين الشباب من العراقيين بعض جهود الرواد الأوائل في البحوث الفولوكلوريَّة والانثربولوجيَّة العراقيَّة..)
كان العراق قبل الكثير من مجتمعات العالم العربي والشرق الأوسط قد اهتم باحثوه بموضوعات الفولوكلور وكتبوا فيها ودرسوا تفاصيلها.
نحن هنا لا نتحدث عن بداية الدراسات الفولوكلورية في النصف الثاني من القرن العشرين من بحوثٍ ودراسات حتى صدرت مجلة (التراث الشعبي) في أيلول 1963 وبجهد مجموعة من الرواد, لكننا نتحدث أولاًعن البدء الميداني بالعمل عبر مجلة (لغة العرب) التي كان يصدرها الأب انستاس ماري الكرملي مطلع القرن العشرين وغيرها.
نحن نتحدث هنا عن جهود الكرملي ذاته بالكشف عن مضامين اللهجات العراقيَّة وجهد العلامة الشيخ محمد رضا الشبيبي في دراسة اللهجة العامية العراقيَّة, وبحوث الصحفي سليمان الدخيل الميدانيَّة في تأصيل تسميات المدن والقصبات العراقيَّة الحاضرة منها والمندرسة.
ولا بُدَّ لنا أيضاً من الإشارة الى جهد الأستاذ الباحث كاظم الدجيلي في دراسة الصناعات العراقية، وبحوث الأستاذ يوسف غنيمة في الآثار وعلم النميات (تاريخ النقود)، وجهد الدكتور مصطفى جواد بعد هذا في علوم التراث الشعبي, وقد كان آنذاك باحثاً شاباً يدرس الأدب واللغة.
كان جهد كتاب هذه المجلة المهمة لا يعادله جهدٌ آخر حتى غيابها برحيل منشئها في أربعينيات القرن العشرين, لكنَّ جهود معروف الرصافي في كتابه (الآلة والأداة) يعدُّ جهداً استثنائياً لم يتعامل معه الباحثون بجدية.
فضلاً عن ذلك فقد كان جهد جعفر الخليلي في مجلة (الهاتف النجفية) جهداً معرفياً مهماً في العادات والتقليد واللهجة العاميَّة والحكي الشعبي ,هو ومن أسهم معه في الدرس والكتابة أمثال فؤاد عباس وناجي جواد ومصطفى جواد وعشرات سواهم.
وكان جهد الشيخ علي الخاقاني صاحب مجلة (البيان) وموسوعة (فنون الأدب الشعبي) وسواها، جهداً استثنائياً في التجميع والإضافة.
هنا ينبغي أنْ ننبه الباحثين الشباب الى ضرورة دراسة (الهاتف) كوثيقة فولوكلوريَّة، فضلاً عن دراسة مجلة (الاعتدال) للبلاغي, وغيرها من إصدارات مهمَّة أخرى.
يتبع ذلك متابعة تآليف عزيز جاسم الحجية صاحب (بغداديات) عبد اللطيف الدليشي وجهود عبد الحميد العلوجي ومحمود العبطة ولطفي الخوري (محور تأسيس مجلة التراث الشعبي)، وأكرم وعبد الحق فاضل وعبد الباري النجم وعبد الحميد الكنين وعبد الحليم لاوند والمحامي حسين علي وكاظم سعد الدين وناجية المراني وخليل رشيد صاحب (الأدب المهني) وسواهم من رواد الكتابة في الفولوكلور العراقي, على وفق النسق التاريخي للإنتاج.
إنَّ حفريات ياسين النصير وحسين علي الجبوري وناجح المعموري وبنيامين حداد وعز الدين مصطفى رسول وجورج حبيب وكاوس قفطان ووحيد الدين بهاء الدين والياس مدالو وأنور المائي تستحق التوثيق وإعادة التفكيك والدرس.
هي دعوة للباحثين الشباب لمراجعة بحوث هؤلاء، علاوة على الدراسات الحديثة في الفولوكلور العراقي للسادة الدكاترة داود سلوم وصبري مسلم حمادي وأحمد الشحاذ وعلي حداد وصالح زامل وقيس كاظم الجنابي والأساتذة قاسم خضير عباس وليث الخفاف وجاسم عاصي وخيري سعيد وزهير رايح العطية ومثري العاني ممن تميزوا بعطائهم.
إنَّ دراسة إهتمامات هؤلاء الباحثين على وفق اتجاهات البحث وتاريخيته عملٌ مهمٌ ورائدٌ في دراسة الحقول المتعددة للفولوكلور العراقي المكتنز التجارب والرؤى.