شخصيات مرعبة في السينما يختفي وراءها ابن طبيب عراقي أرمني

الصفحة الاخيرة 2019/01/29
...

سمير خمورو 
 آندي سيركيس ممثل ومخرج ومنتج وسيناريست بريطاني،  ولد في  العام 1964لعائلة أرمنية مكونة من خمسة أفراد، وكان والده كليمنت سركيس (سركيسيان)، طبيبا نسائيا  من العراق وأمه معلمة إنكليزية لذوي الاحتياجات الخاصة، جذبته الفنون الصورية في شبابه، وأراد ان يكون رساماً، ثم اكتشف المسرح وولع به اثناء دراسته في لانكستر، كان نشطا ومتفانيا ومطلوبا من قبل شركات الإنتاج لأداء الأدوار التي تصور بأسلوب التقاط الحركة( تعني التقاط وتسجيل حركة أشخاص أو مجسّمات محددة، ومن ثم نقل هذه الحركة إلى أجهزة الكومبيوتر لمعالجتها وتحليلها والتعديل عليها)، فأدى دور كولوم في ثلاثية "سيد الخواتم" من اخراج بيتر جاكسون، وجسد شخصية غوليوم في "  الهوبيت: رحلة غير متوقعة" لجاكسون ايضا، وكذلك شارك في تمثيل القرد قيصر  في "كوكب القرود"، وقدم شخصية الكابتن هوبيت في "مغامرات تان تان: سر احادي القرن" للمخرج ستيفن سبيلبيرك، ودور الزعيم الأعلى سنوك في الجزء السابع من " حرب النجوم : استيقاظ القوة"، وادى دور  يوليسيس كلاوي في" المنتقمون: عصر أولترون"، فضلا عن ادائه في "  كينك كونك".
وهكذا أعار آندي سيركيس لمدة أربع سنوات صوته وتحركاته وتعابير وجهه للشخصية، التي ابتكرها "ستديو ويتا ديجيتال" للأعمال السينمائية والتلفزيونية، والذي اسسه المخرج النيوزلندي بيتر جاكسون، حيث اختاره جاكسون ليجسد هذه المرة الغوريلا العملاقة الشهيرة، ولكي يدرس حركاتها سافر الى راوندا، من دون علم الإنتاج لمعايشة المباشرة مع الغوريلا الجبلية الحقيقية، ودراسة سلوكها، ثم منحه المخرج والكاتب جوس ويدون الفرصة لكي نراه بلا اقنعة في فيلمه "المنتقمون: عصر أولترون" (2015) ، ثم عاد في العام2018لتجسيد شخصية أوليسيس كلاوي في فيلم "النمر الأسود" الذي نال شهرة ونجاحا كبيرا، وهو من اخراج  راين كوكلير . 
 درس سركيس سلوك الحيوانات، قبل ان يؤدي دور كنغ كونغ في فيلم بيتر جاكسون في العام 2005، وفضلا عن التمثيل فإن أندي اخرج عدة أفلام شهيرة، أبرزها: "الجنس والمخدرات والروك أند رول"، وقد تفرد سركيس بكونه البطل الخفي للشخصيات طالما ارعبتنا، وكان إنجازه الأكبر، هو تطويره نظام " Muse "   بالتعاون مع فريق المؤثرات البصرية ودمجه مع تقنية التقاط الحركة للحصول على تجسيد رائع للشخصية يكاد لا يختلف بشيء عن حركات الشخصيات البشرية المرافقة كـ "ايرون مان " أو "كابتن أميركا".
وفي لقاء معه، ابدى سركيس رغبته في زيارة بغداد، الذي أمضي فيها عشر سنوات من حياته السعيدة، اذ عادت عائلته بعد ان أنهي والده دراسة الطب في إنكلترا الى العراق واسس مع أطباء رواد مستشفى ابن سينا
 عام1964.