معوقات التعليم الالكتروني في العراق

آراء 2021/01/19
...

 محمد صادق جراد 
جائحة كورونا كشفت الكثير عن العورات لدى عدد من الدول، ففي العراق مثلا ظهرت نقاط ضعف كثيرة في التعليم وامكانية التحول الى التعليم الالكتروني، لأسباب كثيرة تتحملها أطراف عديدة فشلت في توفير شبكة نت قوية وامكانية اقتناء جهاز ذكي لشرائح معينة، 
اضافة الى غياب الخبرة والتدريب للهيئات التعليمية على هذه التكنولوجيا المهمة.
الحقيقة البديهية التي يعرفها الجميع ان التعليم الالكتروني في دول العالم، يضمن انضمام أعداد كبيرة من الدارسين ويساعد على استيعاب فئات مختلفة من المجتمع لقلة التكلفة مقارنة بالدراسة الكلاسيكية، التي تتطلب حضور الطالب الى المدرسة والجامعة، وتكلفه مصاريف السكن والنقل والطعام والملابس وأشياء أخرى.
ومن هنا نجد أن دول العالم لم تجد صعوبة في التحول من التعليم في المدرسة الى التعليم الالكتروني، وذلك لتوفر البنى التحتية والتي تشمل وجود شبكة نت قوية وتكنولوجيا رقمية، تصل الى اكبر عدد من شرائح المجتمع، اضافة الى نقطة اخرى مهمة وهي وجود معلم وأستاذ متدرب بصورة كافية لقيادة الطلبة في دروس الكترونية عبر منصات تعليمية مختلفة .
اما في العراق فالعكس صحيح فالتعليم الالكتروني سيحرم فئات كثيرة من حق التعليم كالمناطق النائية والمواطنين، الذين يعيشون تحت خط الفقر وذلك لضعف البنى التحتية للتعليم الالكتروني، فاذا أرادت الدولة ان تنجح في التحول الى التعليم عن بعد وتحقيق فرص متساوية للجميع، فعليها ان تقوم باجراءات عديدة، أهمها توفير شبكة نت قوية، اضافة الى دعم الشرائح الفقيرة، التي لاتمتلك الاجهزة الالكترونية المطلوبة للتواصل مع المنصات التعليمية، علاوة على أهمية تدريب المعلم والطالب على استخدام هذه التكنولوجيا لمواكبة التطور العلمي الذي وصلت اليه دول العالم من خلال اقامة الدورات 
التدريبية .
أخيرا نقول بأن على وزارة التربية أن تعي المعوقات التي تقف في طريق نجاح التعليم الالكتروني، من خلال النقاشات مع نماذج من الملاكات التعليمية والمدراء والمشرفين التربويين، وايجاد افضل السبل لتفعيل التعليم الالكتروني، حيث يرى البعض انها فرصة لتطوير التعليم في العراق باتجاه مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي في 
العالم.