شمخي جبر
يقول كارل ماركس (الفقر لا يصنع ثورة وإنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة)، فالوعي هو الوقود الاساسي للاحتجاج والرفض، ومن يقوم بالاحتجاج هو الأحرص على تغيير الواقع نحو الافضل، من يمارس الاحتجاج لا ينطلق من جهل وعدم فهم للواقع او قفز عليه، بل سعي حثيث لإصلاح ما يمكن إصلاحه.فالقائمون بالاحتجاج هو شباب العراق من الخريجين والاكاديميين والمدونين على السوشيل ميديا.
لكن ما يؤسف له أن تكال لهما التهم بالعمالة والخيانة للوطن من قبل بعض السياسيين، فيمارس ضدهم القتل الرمزي، الذي يمن أن يعد اجازة او فتوى سياسية بقتلهم او اختطافهم او اعتقالهم.انهم الاكثر اندكاكا بالواقع والأكثر وعيا بمتطلباته المتبنين لمنهج الاصلاح والتغيير، فهم أبناء الوطن وليس أبناء السفارات كما يتهمهم البعض.نخب المجتمع من شباب وطلبة وخريجين هم ابناء النظام الديمقراطي والمتنكبين لقيمه، وليسوا اعداء لهذا النظام كما يحلو للبعض ان يسميهم.
الفقر والبطالة وسوء الخدمات وهو ما يعبر عنه بالحرمان والتهميش وعدم الحصول على حقوق المواطنة، أحد أسباب الاحتجاج الشعبي الذي يجري في محافظات وسط وجنوب العراق.
الواقع الذي يعيشه أبناء الوسط والجنوب هو ما يجعلهم يحتجون ويرفضون واقعهم، الذي يحاصرهم بأحزمة الفقر التي تحيط بالمدن، ومناطق السكن العشوائي وبيوت الصفيح.
الشباب المهمشون والمحرومون من فرص العمل وتردي الخدمات في مدنهم، يجعلهم هذا الواقع يرفعون صوتهم بكلمة (لا ) رفضا لأوضاعهم .(لا) الرفض والاحتجاج لها شرعيتها في الأنظمة الديمقراطية، ولها ضمانتها في الدستور العراقي على وفق المادة (38 ) منه، فضلا عن ضمانتها في جميع الشرائع والاتفاقات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان.
مخاطر إهمال الصوت الاحتجاجي لا يمكن التنبؤ بآثارها، التي قد تزيد من لحظات العنف او تفتح الباب على مجاهيل عديدة ومخاطر شتى.
ينتج الاختلال الكبير في مبدأ المواطنة شرخا كبيرا وتحديا للنظام الديمقراطي، الذي يعبر عن العدالة الاجتماعية كأحد أهدافه، وهو ما يشكل إحباطا للمواطن وعدم الثقة بالنظام القائم، وقد تتسع هوة عدم الثقة، فتشكل حالة من العداء للنظام السياسي ومؤسساته، لهذا قد تصل فعاليات الاحتجاج الى حد ممارسة العنف والأعمال العدوانية تجاه الدولة ومؤسساتها لا سمح الله.