قفازان وتنورة فضفاضة ومعانقة... لحظات بعيدة عن السياسة
منصة
2021/01/22
+A
-A
واشنطن أ ف ب
كانت الإجراءات الأمنية مكثفة والأجواء هادئة من دون وجود حشود غفيرة، لكنَّ مراسم تنصيب جو بايدن رئيساً جديداً للولايات المتحدة تخللتها بعض اللحظات البعيدة عن السياسة.
كان بيرني ساندرز (79 عاما) أحد الضيوف القلائل الذين جلسوا متباعدين وكان للسيناتور من ولاية فيرمونت تأثير فوري في وسائل التواصل الاجتماعي.
قفازان من الصوف
فقد جلس ساندرز على كرسي قابل للطي وذراعاه مثنيتان بينما يضع قفازين محبوكين من الصوف ويرتدي معطفاً أخضر اللون لدرء البرد، مشاهداً منافسه السابق يصبح رئيساً.
وجرت مقارنة ساندرز الذي وصل حاملاً مظروفاً بنياً كبيراً، بجد توقف في طريقه إلى المراسم عند مكتب بريد أو ربما كان في طريقه للحصول على وصفة طبية.
وغرّدت زوجته جاين أوميرا ساندرز «سترة فيرمونت، قفازا فيرمونت الحس السليم لفيرمونت!».
وكتبت «فوغ» أن «لا شيء يبدو جيداً عليه مثل أسلوبه المعاد للأزياء».
وبمجرد جلوس جميع الضيوف، نزلت ليدي غاغا إلى أسفل الدرج عند منصة التنصيب مرتدية تنورة فضفاضة باللون الأحمر لتأدية النشيد الوطني الاميركي.
وسرعان ما عبّر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن إعجابهم بأزياء نجمة البوب من تصميم دار «سكياباريلي» واعتبر بعضهم أنه الزي المثالي... لضمان التباعد الجسدي.
ومن أجل تأدية اليمين الدستورية، وضع جو بايدن يده اليسرى على الكتاب المقدس لأسرته وهو نسخة كبيرة جداً أذهلت مستخدمي الإنترنت.
الكتاب المقدس
وتساءل البعض عما إذا كان قد طبع بخطٍ كبيرٍ لمساعدة بايدن البالغ من العمر 78 عاماً، على قراءته.
وقالت شبكة «سي إن إن»: إنَّ الكتاب المقدس الذي تبلغ سماكته 13 سنتيمتراً تملكه أسرة بايدن منذ العام 1893 وقد استخدمه الرئيس الجديد أيضاً في مراسم أداء اليمين لمنصب نائب الرئيس في عامَي 2009 و2013.
وبعد تأدية القسم، غنى نجم موسيقى الكانتري غارث بروكس مرتدياً سروال جينز أزرق أغنية «اميزنغ غرايس».
وفي لحظة نسي خلالها وجود الوباء، اعتمر قبعة «الكاوبوي» الخاصة به وركض بدون كِمامة لإلقاء التحية على العديد من الشخصيات البارزة قبل معانقة الرئيس السابق جورج بوش الابن.
(الاحتفاء باميركا)
اجتمعت مجموعة من النجوم من بينهم توم هانكس وبروس سبرينغستين وكايتي بيري بحضور الرئيس الأميركي الجديد مساء الأربعاء في واشنطن للاحتفال بأدائه القسم في إطار حفلة من دون جمهور نقلتها محطات التلفزيون الأميركية الرئيسة وانتهت بعرض ألعاب نارية.
وكانت الأمسية عنوان «سيليبريتنيغ أميركا» (الاحتفاء باميركا) وحلت مكان السهرات الراقصة والحفلات الموسيقية التقليدية التي تقام عادة في العاصمة الفدرالية بعد تنصيب الرئيس الجديد وقد الغيت هذه المرة بسبب جائحة (كوفيد – 19).
وخلال تسعين دقيقة تعاقب عبر شاشة التلفزيون مغنون عدة في لقطات مسجلة أحياناً في مناطق أميركية أخرى فضلاً عن عامل تسليم إلى المنازل ومدرسة ومتطوع في الثامنة من العمر يدعى كافانا بيل.
فالبرنامج أراد أنْ يوجه تحية «إلى الرجال والنساء في هذا البلد الذين مدوه قوة وجعلوه يستمر في هذه المرحلة العصيبة» على ما قال مقدم الأمسية الممثل توم هانكس الحائز جوائز أوسكار.
ودعا الرئيس الأميركي الجديد على غرار ما قاله في خطاب القسم إلى «الوحدة» طالبا من الأميركيين «رص الصفوف».
وفي مشهد مسجل، تغنى ثلاثة رؤساء أميركيين سابقين حضروا مراسم التنصيب في وقت سابق، بالديموقراطية الأميركية .
فقال باراك أوباما الذي كان برفقة جورج بوش وبيل كلينتون «الأشياء التي تجمعنا كأميركيين اكثر من تلك التي تفرقنا».
وختم جورج بوش قائلاً: «السيد الرئيس، أتمنى لكم النجاح. فنجاحكم يعني نجاح بلادنا».
رسائل إيجابية
وحملت الأغاني المختارة رسائل إيجابية مع تطلع إلى المستقبل مثل «فيلينغ غود» التي حققت شهرتها نينا سيمون والتي أداها هذه المرة جون ليجند.
واختتمت الأمسية بأغنية «فايروورك» لكايتي بيري التي أدتها بينما أضاءت الألعاب النارية سماء العاصمة الأميركية.
وقد نقلت غالبية المحطات التلفزيونية الكبيرة الأمسية إلا أنَّ «فوكس نيوز» المفضلة لدى المحافظين، عرضت برنامجاً أحياه مقدموها المعرفون سخروا فيه من رسالة جو بايدن.
وقال شون هانيني المؤيد الكبير لدونالد ترامب والذي يتابعه أكبر عددٍ من المشاهدين في البلاد «دعوات بايدن إلى الوحدة مثيرة للسخرية وخبيثة». واتهم بايدن بمحاولة فرض برنامج اليسار المتطرف و»شيطنة» ناخبي دونالد ترامب مؤكدا «هذا هراء».
أزياء بايدن وزوجته
اختارت السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، على غرار جو بايدن، ارتداء أزياء من توقيع مصممين أميركيين خلال مراسم تنصيب الرئيس الجديد في البيت الأبيض، عملاً بتقليد قديم في هذا الإطار.
وقد اختار جو بايدن ومعه دوغلاس إيمهوف زوج كامالا هاريس، ارتداء بزتين من تصميم رالف لورين، أشهر رموز الموضة الأميركية، مع ربطة عنق أرجوانية للرئيس الجديد.
وبات رالف لورين معتاداً على التعامل مع كبار الشخصيات في دوائر القرار الأميركية، فقد ألبس ميلانيا ترامب خلال مراسم تنصيب زوجها دونالد ترامب في كانون الثاني 2017، مع فستان وسترة قصيرة باللون الأزرق الفاتح.
أما الأميركية الأولى الجديدة جيل بايدن فقد أطلت بفستان من نسيج التويد ومعطف أزرق من تصميم ألكسندرا أونيل من دار «ماركاريان».
هذه المصممة التي أنشأت دارها في نيويورك سنة 2017، ألبست عددا كبيرا من النجمات بينهن الممثلة لورا ديرن والمغنية ليزو.
وقالت ألكسندرا أونيل: «إنه لشرف عظيم لي أنْ ألبسَ الدكتورة بايدن اليوم. أشهد بتواضع كبير على مشاركتي البسيطة في صنع التاريخ».
أما نائبة الرئيس الجديدة كامالا هاريس فقد اختارت التعاون مع مصممين أميركيين أسودين هما كريستوفر جون روجرز وسيرجيو هادسون. وقد ارتدت ممثلة كاليفورنيا السابقة في مجلس الشيوخ بزة أرجوانية مؤلفة من فستان طويل ومعطف.
جون روجرز
وقدّم كريستوفر جون روجرز أول عروضه في أسبوع الموضة في نيويورك في أيلول 2019، وهو لفت الأنظار بأزيائه الملونة.
وخلال ولايتي باراك أوباما الرئاسيتين، دأبت السيدة الأولى ميشال أوباما أيضا على تشجيع المصممين الأميركيين المتحدرين من مشارب متنوعة من خلال ارتداء أزياء من توقيعهم، أكثر من أي مسؤول آخر قبلا.
أما ميلانيا ترامب، ورغم ظهورها في حفل تنصيب زوجها بأزياء من توقيع مصمم أميركي، فإنها ركزت في أكثر إطلالاتها اللاحقة على المصممين الأوروبيين خصوصاً دور الموضة الإيطالية من أمثال «دولتشه أند غابانا» و»غوتشي» و»برادا».
عرض كلاسيكي
أطلقت المغنية ليدي غاغا حفل تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة من خلال عرض كلاسيكي أدت خلاله النشيد الوطني الأميركي مرتدية فستاناً فضفاضاً بالأسود والاحمر.
وظهرت ليدي غاغا في هذه المناسبة بفستان ذي أكمام طويلة ذكرت معلومات صحافية أنه من دار «سكاباريلي» باللون الأزرق الداكن من الأعلى مع تنورة واسعة باللون الأحمر القرمزي تضمن لها الالتزام بالمسافة الآمنة في زمن التباعد خلال جائحة (كوفيد – 19(.
وكتبت ليدي غاغا عبر تويتر قبيل أدائها «نيتي هي الاعتراف بماضينا ليحمل الشفاء لحاضرنا، وأتطلع بحماس لمستقبل نعمل فيه سوياً بمحبة. سأغني لقلوب جميع الناس الذين يعيشون على هذه الأرض».
بعد أداء غاغا النشيد الوطني الأميركي، اعتلت جنيفر لوبيز منصة مراسم التنصيب حيث أدت أغنية وودي غوثري الكلاسيكية «ذيس لاند إيز يور لاند»، وهو عمل يعكس ميولاً اشتراكية يقال إن أسطورة الغناء الشعبي ألّفه رداً على أغنية «غاد بلس أميركا» (بارك الرب أميركا) التي تتسم بروحية قومية أكثر.
وأنهت لوبيز المتحدرة من بورتوريكو والمولودة في حي برونكس في نيويورك، وصلتها الموسيقية عبر أداء أغنية «أميركا ذي بيوتيفل» (أميركا الجميلة)، مضيفة إليها جملة بالإسبانية قالت فيها «الحرية والعدالة للجميع دائماً».
وخلال أدائها، هتفت لوبيز التي كانت ترتدي بزة بيضاء بالكامل مع ياقة من الدانتيل قيل إنها من دار «شانيل»، «لتس غت لاود» («فلنرفع صوتنا عالياً»)، في تذكير بأغنيتها الضاربة التي أطلقتها قبل حوالى عقدين.