تحدثت الشاعرة ابتهال بليبل، عن «صوت المرأة في الشعر والكتابة» وتبنيها لغير صوتها، وكأنها صوت المجتمع كله، تتحدث بأفكاره، خطاباته، وكأن معركة الذكورية تقمصت دورها، فصارت هيئتها، سلوكها، نظراتها، هي الذكورية ذاتها في كتاباتها وأشعارها إلّا ما ندر.
ففي جلسة قراءات شعرية وتوقيع كتبها بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين ضيف نادي وتريات قصيدة النثر في اتحاد الأدباء والكتاب وبالتعاون مع البيت الثقافي البابلي في وزارة الثقافة الشاعرة بليبل.
واستهلت الجلسة التي أدارها القاص علي خليل بعرض فيلم وثائقي من اعداد النادي عن مسيرتها الأدبية والإعلامية. وتناولت بليبل في حديثها إصداراتها مثل (نيكروفيليا بشريط ملّون- نزيلات هاديس).
ومن بعض النصوص الشعرية التي شاركت فيها بليبل: (أنا أنحدر، أترهل، كما تفعل نهود الأرامل تحت الثياب/ أنا أسأل عن الحكمة البالغة، كم انحدرن؟ / أنا انتفاخها وتضخّمها/ أنت الدائرة حيث يتعرّج الجلد حول الحلمة الداكنة الدائرة.. أول قمر أسمر يبزغ في أفق الطفل/ أنا أنحدرُ عالياً نحو حدود مجهولة/ بلفائف على الحلمتين لحماية قميصي من الحليب الناضح/ في ثيابي جيوب صغيرة تصلحُ لأجمع/ هويات الأحوال المدنية/ صوري الشخصية.. خلفها دائما ثمة جروح مكتوبة بأقلام/ رخيصة كعمري القديم..).
وتوقع الناقد والشاعر جبار الكواز تميز المحتفى بها قبل أعوام عدة. وتحدث عبر مداخلة في الجلسة على جمال اشتغالاتها الشعرية وجديتها وكذلك انطلاقها خارج سرب الكتابة النسوية العراقية والعربية.
لقد اهتمت بليبل بتقصي أحوال المرأة وصوتها ودورها في الحياة الاشكالية بوصفها فاعلاً مبدعاً، كما قال الكواز الذي يرى أن بليبل تتمتع بالشجاعة والوعي في طرح مسائل الجندر والجنسانية وكسر الصورة النمطية للمرأة الضعيفة.
بينما تحدث الناقد الدكتور نصير جابر قائلا: تشتغل بليبل في مناطق وعرة جدا.. شاقة. مناطق غير شعرية ولكنها تستطيع أن تجلبها إلى مناطق الشعرية بقدرة واضحة وهي بذلك تحقق تفردا وتميزا ولعل مجموعتها الشعرية الأخيرة (نزيلات هاديس) خير مثال على ذلك فهذه المجموعة وهي الأولى عربياً وربما عالمياً التي تخصّص كاملة عن تجرية ارتهان الجسد الانثوي داخل السجن سواء أكان هذا السجن حقيقيا أم رمزيا، ومن يقرأ هذه المجوعة بتمعن سيدرك حجم الجهد الكبير الذي بذلته لإخراج نص شعري متكامل وخصب من مناطق مجدبة. أما في كتابها (نيكروفيليا بشريط ملون) فكانت فضلا عن كونها شاعرة متميزة، كانت منتجة أفكار مهمة في حقل (النسوية) لذلك هو –أي هذا الكتاب- يبشر بظهور مفكرة عراقية حقيقية فيما لو واصلت خطوات أخرى مماثلة بهذا العمق والتحليل المعرفي والثقافي. كما أن قصيدة النثر العراقية تحتضر على الرغم من جيوش الشعراء الكثيرة التي تظهر كل يوم لأسباب لا مجال لذكرها الآن، لكن هناك ثلة قليلة من الأسماء الشعرية هم أمل هذه القصيدة.. فهم من سيسعفها وينتشلها ويرجعها إلى مكانتها المستحقة وابتهال بليبل من أهمهم.
وركز الشاعر أحمد رافع خلال مشاركته على النص الذي قدمته بليبل في “نزيلات هاديس” كونه يعتمد في بعض زواياه على رؤية باطنية تميل الى سوريالية الأشياء ودادائيتها التي تقلب المعنى السائد في التعامل مع المشكلة.