أعلنت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، امس الجمعة، أن وزراء خارجية الدول الأعضاء فيه اتخذوا قرارا لبدء العمل على تشكيل مجموعة اتصال خاصة بفنزويلا من خلال إجراء انتخابات جديدة في البلاد.
وقالت موغيريني، خلال مؤتمر صحفي عقدته عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بوخاريست: ان المجموعة، التي ستدخل ضمن تشكيلتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبوليفيا والإكوادور، ستستمر في أعمالها لحل الأزمة الفنزويلية خلال 90 يوما، وستسهم في الاعداد لإجراء انتخابات رئاسية جديدة وستنعقد الجلسة الأولى لها هذا الاسبوع».
وذكرت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي قد ينظر خلال الأيام المقبلة في فرض عقوبات جديدة على فنزويلا حال غياب «تطور إيجابي للوضع»، مؤكدة مع ذلك استعداد دول المنظمة لتوسيع المساعدات الإنسانية لسكان البلاد.
وكان البرلمان الأوروبي قد تبنى امس الاول الخميس بيانا يدعو الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالزعيم الفنزويلي المعارض خوان غوايدو رئيسا شرعيا للبلاد.
وبهذا القرار، الذي أيده 439 برلمانيا مع امتناع 88 عن التصويت ومعارضة 104، أصبح البرلمان الأوروبي أول مؤسسة أوروبية تعترف رسميا بشرعية غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي، الذي نصب نفسه رئيسا للبلاد وسط أزمة سياسية حادة تجتاحها منذ أكثر من أسبوع.
ويعترف البيان بغوايدو قائما شرعيا بأعمال الرئيس حتى إجراء «انتخابات جديدة حرة وشفافة»، كما اعتبر البيان أن الانتخابات التي فاز فيها الرئيس الحالي نيكولاس مادورو في 20 آيار الماضي، تخللتها انتهاكات للمعايير الديمقراطية الدولية، كما اعتبر تنصيب مادورو في 10 كانون الثاني الماضي «اغتصابا للسلطة»، داعيا لفتح تحقيق مستقل تحت إشراف أممي في حوادث القتل التي وقعت خلال الاحتجاجات في البلاد.
مواقف دولية
من جانبها أعربت الولايات المتحدة عن رفضها لأي مبادرات وساطة بين حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والمعارضة، موضحة أنها متمسكة بموقفها القاضي برحيل مادورو عن السلطة.
ونقلت صحيفة «النيوبوإليرالد» الأرجنتينية، عن مسؤول أميركي رفض ذكر اسمه قوله: إن بلاده ترفض بشكل صريح مبادرات الوساطة وتقريب وجهات النظر بين المعارضة الفنزويلية التي يتزعمها رئيس البرلمان خوان غوايدو، وحكومة مادورو، موضحا أنها «ترى أنه لا حل للأزمة القائمة ما لم يرحل الأخير عن الحكم».
وأشار المصدر إلى أن من بين الوساطات التي رفضتها الولايات المتحدة، مبادرات كل من الفاتيكان والمكسيك وأوروغواي.
بدوره أعلن السكرتير الصحفي للرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الكرملين يعتبر خوان غوايدو رئيسا للبرلمان ولا يعترف به رئيسا للدولة، وبالنسبة لروسيا، فإن شركاءها في فنزويلا هم الرئيس نيكولاس مادورو وحكومته.
يذكر أن كلا من المكسيك وأوروغواي أعلنتا الأربعاء الماضي، عن مؤتمر دولي يعقد الخميس المقبل لمناقشة الأزمة الفنزويلية.
وتمر فنزويلا منذ العام الماضي بأزمة سياسية حادة تمحورت حول مواجهة بين سلطة الرئيس نيكولاس مادورو والجمعية الوطنية، أي البرلمان، ذات الأغلبية المعارضة، مصحوبة باحتجاجات واسعة ضد الحكومة على خلفية استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وفي حين أعربت روسيا والصين عن دعمهما «للسلطات الشرعية» في البلاد، تمثل الولايات المتحدة الداعم الأكبر للمعارضة الفنزويلية بقيادة غوايدو، الذي أقالته مؤخرا المحكمة العليا من رئاسة الجمعية الوطنية ليعلن نفسه يوم 23 كانون الثاني رئيسا انتقاليا لفنزويلا متعهدا بإجراء انتخابات رئاسية «ديمقراطية» بعد أن فاز مادورو في السباق الرئاسي الماضي.