قصص قصيرة جداً

ثقافة 2021/01/29
...

  عبدالله الميالي
 
وفاء
طلبتُ من أمي نقوداً، أحالتني إلى جيب أبي، وقفتُ متحيّراً، يدي تبحث في بنطلونه، وتسمّرَتْ عَينايَ على صورته.
 
صراع   
اشتاقتْ إلى الرجل الثلجي، أخرجتْ صُورته من الألبوم، صفعتهُ بدموعٍ ساخنة، كلّما تبخّرَ أعادتْ تكثيفه.
 
جحود   
لبّى نداء الوطن، مرّ أربعون يوماً على غربته. 
عندما لمحَ زوجته تقف في طابور المتقاعدين، ضربَ رأسه بجدارِ القبر.
 
شكوى    
عند رصيف الجوع، التقى كلبٌ بحارسٍ هزيل فقد أسنانه، تراشقا النظرات، افترقا وهما يرمقان حاوية تعصر بطنها.
 
خريف        
تابعتْ مومياوات الهرم أخبار الربيع العربي، “توت عنخ آمون” كان الأكثر اهتماماً، تركَ بابهُ مفتوحاً للفرعون الجديد.
 
إيثار
 لَمَحَها تفترش الرصيف، فاضتْ عيناهُ بالدموع، أنقدها جميع ما باعه من علب المناديل ذلك اليوم، عاد الصبي إلى أمّه الضريرة يحمل همّ الكبار.
 
أزمات 
خرج من المبنى المُعْتم، ترنّح، تقيّأ، سقط، صرخ أحدهم: “كورونا .. كورونا” .. فرغَ الشارعُ إلا من صبيٍّ يجرّ عربته يبحث عن قناني فارغة.  
 
هموم         
أكملتْ رَسم اللوحة وقد سكبتْ عليها ملامح وجهها، وقفتْ تتأمّل الغُيوم، فجأة سَقطَ الإطار وفاضَ المرسم.  
أمل
زوجتي المُصابة بالعُقم، تضع مولوداً كلّ شهر، ازدحمتْ جدران البيت بلوحاتهم، تكدّست عُلب الألوان الفارغة، عن قريبٍ سنحتفل بمعرضنا الأول. 
 
نزيف
صباح كل جمعة، أزوره، اقرأ الفاتحة، أشعل البخور والشموع، أرش القبر بماء الورد.. بدمائه عاش 
الوطن.
منذ أشهر وهو يفتقد زيارتي.. مسكينٌ أبي لا يعلم أنّ الوطن اغتالني، فتفرّقت أشلائي بين القبائل.