هنا البصرة !!

الرياضة 2021/01/29
...

طه كمر
حلاوة وطيب للياكل من تمرنا - نحب نسمع كلامك من تمرنا - تميل البصرة كلها من تمرنا – والك شط العرب ياخذ تحية ، بهذه العبارات الجميلة استقبل أهلنا في البصرة الفيحاء وفد منتخب الجارة الشقيقة الكويت الذي لبّى دعوتنا لخوض مباراة ودية حبية ، اشتقنا لطابعها منذ ثلاثين عاما فكانت بمثابة أجمل كرنفال قدمه العراقيون في ليلة بصراوية ولا كل الليالي تغنت ازاءها جماهيرنا التي حضرت برغم الحظر المفروض على الملاعب جراء جائحة كورونا لنقول للعالم أجمع هنا البصرة.
بعيدا عن فنون الكرة وما ينتظره البعض من هكذا مباراة يجب أن تكون بروفة لمنتخبنا ، الذي تنتظره ثلاث مباريات مهمة في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لكاس العالم وأمم آسيا ، فقد شاهد الجميع حفلا رياضيا اقشعرت له الأبدان خصوصا انه أعادنا الى ثلاثة عقود ، عندما كان منتخبا العراق والكويت يتصدران المنظومة الكروية الخليجية وتكون المنافسة على أشدها بينهما على اللقب دائما.
ومن أجمل مفارقات هذه المباراة ان من ركل كرة البداية فيها هما النجمان الكبيران عدنان درجال من العراق وحمود فليطح من الكويت ، اللذين برزا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي يوم كانا مدافعي منتخبي العراق والكويت ، واليوم يتبوءا منصبا حكوميا رفيعا في كلا البلدين ، لتكون هذه المباراة بمثابة فاتحة خير وبوابة العلاقات الأخوية الجديدة بين البلدين الشقيقين اللذين افترقا بفعل فاعل لتتوسع الهوة بينهما رغم صلة الجوار التي تربطنا.
وما أفرزته تلك المباراة فنيا انها جعلتنا نتيقن حقا ان العراق مازال بخير رياضيا وكرويا على وجه الخصوص ، بعد أن كان أداء منتخبنا في الشوط الأول باهتا وعقيما ولا يجعلنا نتأمل أن يعيد لاعبونا المباراة الى نقطة البداية بعد أن اهتزت شباكنا بكرة يتحملها الخط الدفاعي ، الا ان الشوط الثاني الذي أفصح عن انه شوط المدربين بكل ما تعنيه هذه العبارة ، ليغادر كاتانيتش ما خطّه في الحصة الاولى من اسلوب دفاعي جعله يتوخى جانب الحيطة والحذر من إصابة مرمانا الذي أصيب فعلا بكرة باهتة ، ليلجأ الى الاستعانة بهمام طارق ومحمد داود ومحمد قاسم الذين تكفلوا بإعادة الامور الى نصابها الطبيعي ، من خلال سيطرتهم المطلقة على كل أرجاء المستطيل الأخضر خصوصا منطقة العمليات التي شهدت حركة دؤوبة لهؤلاء الثلاثة حتى تمكن داود من طرق المرمى الكويتي برأسية جميلة وكادت الثانية تصيبه لولا انها تخطت المرمى بقليل ، لتكون هذه المباراة خطوة بالاتجاه الصحيح عرف من خلالها كاتانيتش ان الاسلوب الدفاعي الذي يلجأ اليه في كل مناسبة لا ينفع ، بقدر ما ان تعزيز الخط الهجومي بلاعبين أكفاء ومن خلفهم هناك إسناد على الجهتين فضلا عن العمق لتكون النتائج 
ايجابية تماما.