فضاءٌ لا يتسع لجسد

ثقافة 2021/01/31
...

هدى جهاد
ليلاً.. عند بيوت الرب تتعالى 
الأصوات وتنخفض..فيما هو يوهم 
نفسه بالرقود!
وعلى سريره في غرفته 
الأثيرة يقرأ كتاباً فتقفز 
ذكرى ويهبط على ملامحه قدر.
في المدافن أدار وجهه 
أمام شتاءات طويلة شتاءات
 بلا نوافذ.. يغفو كما لو 
تماهى مع النسيان 
ويحلم وكأنه تقمص معاناة 
العُنف الذليل أو اختلط 
في زاويةٍ ما يشوبها القلق.
ساعة يده أصبحت ضيقة 
وجهه محاصر بالترقب 
يصرخ على الاشباح 
وصورتها فراشة برفيف بطيء 
تترصد حركاته وسكونه!
حتى الموت لا يحدثه هناك إلا اسمها 
كان ترتيلة ترتق مسامعه 
وشذى يغسل عذابه..هناك كلما 
نقل رفاة الكلام تنامت ذكريات 
بعيدة وتحولت يده إلى غبار فيما 
الساعة تضيق مجددا!!
متاهات ملتوية.. فضاء 
لا يتسع لجسده وفوضى 
تعاكس خطواته! 
كل اتّجاه ضياع ولا حدود 
سوى تيه آخر! 
من سيتوحم بتربة اغترابه 
من سيرسمه وقد لاذ بصمت طويل..
أراه الآن..أغمض جفنيه من دون أن 
يكترث بثقل الرصاص 
وسار بهدوء حيث جمع من التوابيت 
ينتظره في الخارج؟