الصباح : نافع الناجي
سجلت معدلات البطالة في هونغ كونغ ارتفاعاً كبيراً في كانون الاول المنقضي، إلى أعلى مستوى في 16 عامًا، إذ كافحت شبه الجزيرة الصغيرة في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي الصارمة للسيطرة على موجات جديدة من حالات Covid-19. في حين تدفقت استثمارات مالية ضخمة من البر الصيني تجاه المدينة التي تعد الأعلى فائضا منذ سنوات عديدة.
ففي خلال الفترة من تشرين الاول إلى كانون الاول قفز معدل البطالة من 6.3 ٪ إلى 6.6 ٪ ، وعاد إلى مستويات لم تشهدها منذ اواخر 2004، وفقًا لتقرير حكومي صدر مؤخراً. وكانت القراءة أسوأ من متوسط التوقعات البالغ 6.4 ٪ في استطلاع أجرته بلومبيرغ للاقتصاديين.
وارتفع عدد العاطلين عن العمل بنحو 1500 إلى 245800، في حين ظل معدل العمالة الناقصة عند 3.4 ٪. وبحسب التقرير، فإن القوة العاملة لم تتغير إلى حد كبير.
ارتفاع معدلات البطالة
تكافح الشركات المحلية في ظل إجراءات صارمة للتباعد الاجتماعي ونقص السياحة، مع قيود على التجمعات الجماعية وإغلاق المطاعم المبكر التي تؤثر في إنفاق المستهلكين. وقالت الرئيسة التنفيذية لهونج كونج “كاري لام” إن، المدينة ستوسع إجراءات التباعد الاجتماعي، وتوسع نطاق الاختبارات الإلزامية، وستدخل قيودًا جديدة في أحياء معينة بعد زيادة حالات الاصابة بالفيروس.
وقال وزير العمل والرفاهية لو تشي كوونغ في التقرير: “تدهورت سوق العمل مرة أخرى بسبب الموجة الرابعة من الوباء المحلي، والتي بدأت اواخر تشرين الثاني”. مضيفاً “ستظل سوق العمل تحت ضغط ملحوظ على المدى القريب”.
وظلت البطالة في قطاعات الاستهلاك والسياحة، بما في ذلك التجزئة والإقامة وخدمات الطعام ، أعلى من 10 ٪.
من جهته قال وزير المالية بول تشان في المنتدى المالي الآسيوي في وقت سابق، إن الاقتصاد سيستمر على الأرجح في النضال خلال النصف الأول من العام الحالي قبل أن يظهر الانتعاش في النصف الثاني، اعتمادًا على طرح اللقاحات عالميًا ومدى نجاعتها في احتواء الجائحة.
وكتب تشان على مدونته: “السنة القمرية الجديدة هي عادة تكون فيه الشركات التي تبيع بالتجزئة والمطاعم هي الأكثر ازدهارًا والأعلى دخلاً، لكنها حاليًا تتأثر بشدة بالوباء”.
مخزونات فائضة
سجلت مخزونات هونغ كونغ المالية، أعلى مستوياتها في 20 شهرًا، إذ بلغت الفيضانات النقدية الصينية القياسية مستوى مرتفعا جدا.
وأغلقت أسهم هونغ كونغ عند أعلى مستوى منذ آيار 2019 إذ واصل مستثمرو البر الرئيسي (الصين الشعبية) فورة إنفاق قياسية في المدينة.
إذ ارتفع مؤشر هانغ سنغ القياسي بنسبة 2.7 بالمئة، متجاوزًا ذروة العام الماضي إذ ارتفع حجم تداول الأسهم في المدينة إلى مستوى قياسي بلغ 38.9 مليار دولار. وكان الارتفاع الاعلى منذ أواخر كانون الاول مدعومًا بقوة من قبل المستثمرين الصينيين، الذين يستهدفون الشركات الوطنية مثل China Mobile Ltd. التي بيعت في وقت سابق بسبب فرض قيود أميركية.