بيروت تترقب زيارة ماكرون الثالثة لتفعيل مبادرته

الرياضة 2021/02/01
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
 
أطلق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون العنان لجهد قادم سينفتح على الوسطين اللبناني والخارجي في مهمة جديدة لاستكمال ما سبق أن بدأه في شهر آب من العام الماضي عقب انفجار مرفأ بيروت، ويبدو ان الرئيس ماكرون بات مقتنعاً بضرورة إجراء تعديل على مبادرته بخصوص لبنان وأزمته الحكومية التي لم تفلح المبادرة في إزالة متاريس الفرقاء المتقاطعة.  
في هذا السياق علمت «الصباح»، أن زيارة ثالثة لبيروت يقوم بها ماكرون باتت في حكم المؤكد، غير إن موعدها وطبيعة برنامج اللقاءات سيتم تحديده في ضوء الاتصالات الفرنسية التي بدأها الرئيس الفرنسي قبل يومين بالرئيس اللبناني ميشال عون وسيتم توسيع مروحتها لتشمل الرئيس المكلف سعد الحريري والشخصيات الفاعلة في المشهد اللبناني، فضلاً عن اتصالات مع قوى خارجية سيكون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أبرزها.
وذكر مصدر سياسي لبناني لـ «الصباح»، أن «مبادرة الرئيس الفرنسي ستخضع للتعديل في ضوء المتغير الدولي المتمثل بمغادرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ومجيء الرئيس جو بايدن». 
إلى ذلك، أفادت مصادر قناة الـ OTV التابعة للتيار العوني بأن ​“الرئيس اللبناني​ العماد ​ميشال عون​ شرح للرئيس الفرنسي إيمانويل ​ماكرون​، أثناء الاتصال الذي جرى بينهما، العراقيل التي وضعت أمام تشكيل ​الحكومة​، كما شرح ما قام به من أجل تسهيل عملية التأليف هذه”، وأوضحت المصادر أن “ماكرون شدد على ضرورة ​تشكيل الحكومة​ ليتمكن ​المجتمع الدولي​ من الوفاء بالتزامه تجاه ​لبنان​”.
وأكدت المصادر أن «ماكرون سيتصل بعدد من المسؤولين اللبنانيين من بينهم رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري”، ونوهت بأن “​الرئيسين عون​ وماكرون متمسكان بالمبادرة الفرنسية ويريدان نجاحها، وأكد ماكرون أيضا أنه عائد الى لبنان من دون أن يحدد موعدا لذلك، لكنه أشار الى أنه سيبقى على تواصل مع الرئيس عون”. 
في غضون ذلك، اتهم النائب عن كتلة “المستقبل” ​محمد الحجار​، ​حزب الله​ و​التيار الوطني الحر بتعطيل تشكيل حكومة الحريري، مؤكداً انهما عطلا “حكومة اختصاصيين مستقلّين تدريجياً”، لافتا إلى انه “جرى ​اتصال​ بين ​الرئيس ميشال عون​ والرئيس الفرنسي ​ ماكرون​، لكن لا علم لي بحصول أي اتصال بين الرئيس الفرنسي ورئيس ​الحكومة​ المكلّف ​سعد الحريري​”، مشيراً إلى أن ماكرون يريد المساهمة في حلّ ​الأزمة​ اللبنانية، ولفت إلى أن “​المجتمع الدولي​ يريد مساعدتنا والدليل هو مبادرة ماكرون لكن التعطيل سيد الموقف، أولاً من قبل حزب الله وثانياً من قبل التيار الوطني الحر”، مشيرا إلى أن “الحريري يريد حكومة اختصاصيين مستقلين لتنفيذ الإصلاحات المنشودة”. 
مصدر إعلامي قريب من حزب الله رد على كلام النائب عن المستقل الحجار متسائلاً عبر “الصباح”، بقوله: “غريب أن يصدر مثل هذا الاتهام الذي يطلق على عواهنه، وليت السيد النائب يخبرنا كيف عطل حزب الله مهمة تشكيل الحكومة؟، وسماحة السيد الأمين كان كلامه واضحا لجهة بيان أسباب تعثر التشكيل، كما أن الحزب والرئيس بري قاما بما عليهما واللواء ابراهيم تنقّل بين المقرات في مسعى دؤوب لتذليل نقاط الخلاف، وفي المحصّلة، لم تنجح المساعي الدّاخلية حتى الآن واستمرّت المتاريس مرتفعة، والحزب يسعى لتسهيل ولادة حكومة ناجحة في هذا الظرف العصيب”.
أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي سبق أن أطلق مبادرة تعضد الجهد الفرنسي بين الرئيسين عون والحريري غير ان مبادرته وصلت لطريق مسدود، فأكد أن “من المخزي أن يكون الخلاف غير المبرر في تطبيق مادة في الدستور ليصل إلى حد التخاطب بواسطة المكاتب الإعلامية رداً برد كما لو من وراء متاريس تزيد من تشقق لحمة الوحدة”.
ورأى الراعي أن “المسؤولين يشلّون الدولة والحياة العامة بعنادهم في تعطيل تشكيل الحكومة وبتنا نشك في نواياهم الوطنية”، ولفت الى أنه “إذا لم تصطلح الأمور بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لن تكون هناك حكومة وهما محكومان بتشكيل حكومة مهمة وطنية وليست حكومة عادية منتمية إلى أحزاب”.