وايلاند هيلتون يونج
ترجمة: زينب علي عبدالرزاق
قبل أن يتوجه ويليامز نحو المستقبل، أعد العدة لرحلته فاشترى كاميرا وآلة تسجيل شريطية وتعلم الاختزال.
في تلك الليلة، عندما كان كل شيء جاهزاً، أعددنا القهوة ووضعنا أقداح الشراب على المائدة في انتظار عودته.
"وداعاً"، قلت له، "لا تتأخر في العودة".
أجاب "لن أفعل".
راقبتهُ بدقةٍ، بالكاد كان يبدو متردداً أو مضطرباً. لا بد أنه قد نجح في الهبوط بنحو مثالي في اللحظة التي أقلع فيها.
لم يكبر يوماً واحداً على ما يبدو؛ كنا نتوقع أنه قد يقضي عدة سنوات بعيداً.
"حسناً؟"
"حسناً، دعونا نحتسي بعض القهوة" أجاب.
سكبت القهوة وأنا بالكاد قادر على كتم قلقي وجزعي.
وبينما كنت أقدم له القهوة، قلت له ثانية محولاً استعجاله الحديث: "حسناً؟".
"حسناً الموضوع هو انني لا أتذكر"
"لا تتذكر؟
ماذا يعني ذلك؟
ولا شيئاًواحداً؟"
فكر للحظة وأجاب بحزنٍ: "لا شيء اطلاقاً"
"ماذا عن ملاحظاتك؟
الكاميرا؟
وآلة التسجيل؟"
كان دفتر الملاحظات فارغاً، واستقر مؤشر الكاميرا على الرقم -١- حيث وضعناه، ولم يُعبأ الشريط أصلاً في آلة التسجيل.
فاعترضتُ:"ولكن يا إلهي، لماذا؟
كيف حدث هذا؟
ألا يمكنك تذكر أي شيء على الإطلاق؟"
"شيء واحد وحسب يمكنني تذكره!"
"وماذا كان؟"
"لقد أطلعوني على كل شيء، وخيَروني بين أن أتذكره أو أنساه بعد عودتي"
"وأنت اخترت نسيانه؟لكن يا له من شيء غير عادي لـِ…."
"أليس كذلك؟" كان رده
"ليس بقدرة المرء إلا أن يتساءل لماذا!".