أنمار كامل حسين
مثل عظمٍ يغرسُ
حقائب الوجع في أضراس الرحيل
وصداع الفكرة يلوكنا أطفالاً
يمضغنا بشراهةِ المُترفين
كعلكة (بوبي) وصورتها التي أفرحتنا
ذات جوع.. قبل أن يجتثنا
معول الخيبة برغيفٍ محروق
فالسنينُ عكازة المتحدبين
أسفل الحقيقة بعامودٍ فقري
لا أثر للجوع في قريتنا
إنهم يأكلون بيوتهم المنكوبة بالملاعق
يلعقون جدرانها المحشوة بالحداد
فالطين فكرة كائنٍ لم تكتمل بعد في مخيلة الرب
والارواحُ صرخة أبكمٍ في هاجس
الوجود من يعيد الأرجوحة لِصباها؟
أو يحل عقدة اوديب قبل ان يفقأ
عينيه الجاحظتين ندماً
فالمسافاتُ أرجلٌ لا تفقهُ الخطوَ
والهواءُ كثبان حياةٍ طليق لا رئة تكترثُ
لسعالِ متشردٍ في الشانزليزيه
وما من قُبةٍ ذهبيةٍ تغرفُ الدفء
لجلد الرصيف
فالطائراتُ لم تَعُد ورقيةً جداً
والاعمدة ابتساماتُ فتيةٍ متخمين بالرصاص
وربطات العنق لا صليب يُزمجرُ في أُذن الفزع
ليخبره أن الاحلام في رؤوسنا
نقيع صحيفةٍ يوميةٍ بائسة تشربها الهمومُ
المفتولة.. كل شخير وأن الارض لا تكترثُ
لبذور الموتى وهم ينبتون شهباً آفلةً في جذور الفناء
يهرولونَ خلف سرادق الفراغ
يجمعون تجاعيد الكفوف المشرئبة نحو السماءِ
بدعاءٍ معقوف مازال حارسُ التبغِ في نعوشِ
الدخانِ يبحثُ عن منفضةٍ لرماده أو زفرة
شعرٍ عالقةٍ في سيجارة الماغوط وقبعته التي تُخفي
المهرج في غرفةٍ بملايين الأبواب
فمنذُ المأزقِ الأولِ للخليقة وأنا أعد وجوه
الغائبين بالمقلوب
أستحضر أرواحهم الكثيفة في عتمتي
وما من نجاةٍ تلوحُ في قارب الحالمين
ومازلتُ أسقطُ نحو السماءِ
ملوحاً بربيعٍ داكنٍ يشرق بين أصابعي
كخيال مآتةٍ يكسوه الريش كلما باع جسده
لفأسٍ نادمٍ على كل الأحلام الخشبية
وهي تدور في ذاكرة الحطب.