أهداف التقدم وعلاقتها بنتائج الفوز في دورينا الكروي

الرياضة 2021/02/03
...

 قراءة: علي النعيمي 
 
 
من خلال متابعتنا للدوريات العالمية بكرة القدم، سجلت النتائج التي انتهت  بأقل من ثلاثة اهداف على غرار (1-1،2-1، 2-0، 0-1) ما بين 70 - 75 بالمئة من مجموع المباريات لكن ليست جميع الأهداف لها نفس التأثير في النتيجة النهائية، غالباً ما يؤدي تسجيل أو استقبال الهدف الأول في المباراة إلى تغييرات مهمة في طريقة لعب العديد من الفرق لا بل أن هناك علاقة وثيقة بين الهدف الأول الذي تم تسجيله بنتائج المباريات النهائية ،وقد نشرت مواقع عالمية رصينة في التحليل الاحصائي والكمي دراسات دقيقة خلال السنوات الأخيرة عن الدوريات الاوروبية ( الانكليزي – الاسباني – الايطالي – الألماني ) وأشارت الى ان الفرق المستضيفة متى ما أحرزت الهدف الاول( هدف التقدم أولا)  في المباراة فأن احتمالية فوزها بهذا اللقاء تتراوح ما بين  80 – 86 بالمئة ، أي تلك القيم تختلف من مسابقة الى أخرى، ففي الدوري الاسباني كانت نسبتها نحو 88 بالمئة وفي الدوري الايطالي وصلت لنحو  84 بالمئة اما في البريميرليغ اقتربت من  79 بالمئة و 77 بالمئة في الدوري الألماني، بينما اشارت ذات الاحصائيات الى ان الفريق الزائر او(الضيف) اذا ما سجل هدف التقدم فأن نسبة خروجه فائزا في هذه المقابلة ستكون 77 بالمئة.
 
مؤشرات مهمة
لكن هل فكرنا كثيراً في هذه المعادلة؟ وهل ان تسجيل الأهداف أولا (هدف التقدم) أسهم في التأثير الكبير في نتائج فرقنا المتحققة في دوري الكرة حتى نهاية الدور السادس عشر من المرحلة الاولى؟ وهل أثر بشكل ملموس في المستوى الفني للاندية المنافسة، قطعا ان تلك المؤشرات بحاجة الى تحليل مسهب لجميع مباريات المسابقة بعد الانتهاء من استحقاقات الدوري من اجل الخروج بحقائق فنية واضحة لكن لا ضير من التوقف ومتابعة هذا الأمر وتحليل النهج التهديفي لفرق الصدارة.
 
الجوية والزوراء 
لو عدنا الى الدوري العراقي بكرة القدم نجد ان القوة الجوية فاز في ثمانية لقاءات بعد تقدمه وتسجيل الهدف الأول و حافظ على النتيجة أو زيادة غلتها التهديفية، خمس مواجهات للصقور كانت على ارضه فاز فيها على (الكهرباء، الصناعات، السماوة، نفط ميسان ، أربيل) مقابل ثلاث مقابلات خارج ملعبه حسمها  الفريق ايضا وكانت ضد (نفط البصرة، نفط الوسط ، الكرخ) بينما كانت مواجهته امام النفط هي الوحيدة التي تأخر فيها في التسجيل لكنه احرز الفوز فيها بعد ان قلب تأخره الى انتصار كبير قوامه أربعة اهداف كذلك تقدمت الكتيبة الزرقاء وبادرت في التسجيل امام الزوراء والقاسم لكنها لم تحافظ على النتيجة، اما الزوراء فهو الاخر سجل أيضا ثمانية انتصارات جاءت بعد استثمار تقدمه بهدف السبق على منافسه والحفاظ على تفوقه او مضاعفة رصيده من الأهداف فقط فاز في ملعبه على (الطلبة، والحدود، والصناعات، والديوانية) وحقق الانتصار بفضل هدف التقدم ومبادرته في التسجيل خارج ملعبه على (القاسم، ونفط الوسط، والسماوة، وأخيرا النجف).
 
الشرطة ونفط الوسط
في حين ان فريق الشرطة فاز في ملعبه على اندية (امانة بغداد، القاسم، الكرخ، الميناء، الطلبة، الحدود) وتغلب على السماوة واربيل خارج دياره بعد ان تقدم بالهدف الاول على منافسه او ضاعف عدد الأهداف في تلك المواجهات، وذات الكلام يقال عن نفط الوسط الذي انتصر على النجف بقرار اتحادي واربيل والنفط ونفط البصرة بعد تقدمه على منافسه بالهدف الاول والحفاظ على النتيجة او زيادة رصيده التهديفي وكذلك فاز على السماوة بخمسة اهداف مقابل هدف واحد على ارضه رغم تأخره
 بهدف.  
إن نتيجة تسجيل الهدف الأول(التقدم) ومن ثم الحفاظ عليه او مضاعفته لتأمين نتيجة الفوز تخضع للعديد من المتغيرات منها:
- مستوى الفريق الأول الراغب في احراز التقدم وقدرته التهديفية في التسجيل أولا وإمكانية التعويض وزيادة الغلة التهديفية مع الحفاظ على التوازن الدفاعي الذي يسهم في الحفاظ على النتائج.
- مستوى الفريق المنافس الذي يخضع لأحد التصنيفات التالية (منافس  أداؤه أفضل، منافس أداؤه مشابه لأداء الفريق الأول لكنه متنوع بأساليب لعبه الهجومية، منافس متواضع الامكانيات لكن لديه قدرات هجومية لا بأس بها، منافس ضعيف).
- اللحظة التي يتم فيها تسجيل الهدف أي دقائق التسجيل وفي أي ربع من ارباع المباراة.
- قدرة الفريق في الالتزام وتطبيق الخطة الموضوعة للمباراة بعد التدريب عليها من دون فقدان الثقة او حدوث هفوات خططية في الواجبات.
-  الإصرار على الحفاظ على نفس الأداء الذي قادهم إلى هذا النجاح الجزئي أثناء المباراة (رؤية المدرب وإمكانية اللاعبين في التطبيق والتعديل).